للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

البحْثُ:

انظر الأمثلة الثلاثة الأولى تجد أداة العطف في كل منها هي الواو، وتأمل المعطوف والمعطوف عليه فيها تجد أنهما لم يتقيدا بترتيب، فقد يكون المعطوف متأخراً عن المعطوف عليه في الزمن كما في المثال الأول، وقد يكون سابقاً له كما في المثال الثاني، وقد يكون مصاحباً له كما في المثال الثالث فالواو إذاً لا تفيد ترتيباً بين المعطوف والمعطوف عليه، وإنما تدل على محض اشتراكهما في الحكم.

انظر الأمثلة الثانية تجد أداة العطف في كل منها هي الفاء، وتأمل المعطوف والمعطوف عليه في كل مثال تجد المعطوف دائماً يأتي عقِبَ المعطوف عليه من غير تراخ في الزمن، ولو تأملت جميع أمثلة العطف بالفاء لوجدتها كذلك، ومن هنا كانت الفاء تفيد الترتيب والتعقيب.

تأمل الأمثلة الثلاثة الأخيرة تجد أداة العطف في كل منها هي ثُمَّ، ولو تأملت المعطوف والمعطوف عليه فيها وفي كل مثال آخر يردُ عليك لوجدت ترتيباً بينهما، ولكنه ترتيب مع تراخي في الزمن؛ ومن أجل ذلك لا يعطف بثُمَّ إلاَّ عند إرادة الترتيب والتراخي.

أما حروف العطف الباقية فقد يطول شرحها إِذا سلكنا الطريق المتقدمة في البيان، ولذلك نلجأ إلى الإجمال فنقول:

أو: وهي للتخير أو الشك؛ فتقول: خذو ورداً أو بَنَفْسَجاً. فتقول: نَقَلَ الخبرَ عليٌّ أو فريدٌ. فتقول: أتفاحاً أكلت أم بُرتقالاً؟.

لاَ: وهي لنفي الحكم عن المعطوف؛ فتقول: حصدنا القمحَ لاَ الشعيرَ.

بَلْ: وهي للإضراب؛ فتقول: اشتريتُ دواةً بل قلماً.

لكن: وهي للاشتراك. فتقول: ما جاء السيدُ لكنْ خادمُه.

حتى: وهي للغاية. فتقول: فرَّ الجنودُ حتى القائدُ.

القواعد:

١٧٠- حُروفُ العَطْفِ تِسْعَةٌ، الواوُ وهي لِمُطْلَقِ الجمعِ، والفاءُ للترتيب مَعَ التَّعْقِيبِ، وثُمَّ للترتيب مَعَ التراخِي، وأَوْ للشَّكِّ أَوِ التَّخْيير، وأَمْ لطلبِ التَّعيين، ولا للنَّفي، وبَل للإضْرَابِ، ولكِنْ للاسْتِدْرَاكِ، وحتَّى للغَايةِ.

<<  <  ج: ص:  >  >>