حكم الأجوف أنه إذا سكنت لامه حذفت عينه كما تعلم، ولكنك إذا أردت أن تعرف شيئاً جديداً عن الأجوف، فانظر تجد الفعلين الأولين من باب نصر، والفعلين مال وعاش من باب ضرب، وإذا تأملت ماضي هذه الأفعال بعد إسناده إلى ضمير الرفع المتحرك، رأيت فاءه مضمومة إذا كان من باب نصر، وهذه الضمة وجدت لتدل على الواو التي حذفت منه لالتقاء الساكنين بعد إسناده إلى ضمير الرفع المتحرك، ثم إنك ترى الفاء مكسورة إذا كان الفعل من باب ضرب، نحو مِلْت وعِشْت؛ للدلالة على الياء المحذوفة، أما الفعلان الأخيران فهما من باب فرح، فأصل خاف يخاف خَوِف يخَوف، وأصل حار يَحار حَيِرَ يَحْيَرُ، وترى عند إسناد ماضيهما إلى ضمير الرفع المتحرك أن فاءه تُحرَّك بالكسر، وهذه الحركة لم توضع للدلالة على الحرف المحذوف، وإنما وضعت لتدل على حركة الحرف المحذوف؛ لأنه محرك بالكسر.