اسم مرفوع من هذه مبتدأ، فأين خبره؟ نحن نقدره "قسمي" في هذه الأمثلة وأشباهها، وهو محذوف وجوباً.
وإذا نظرت إلى الطائفة "ب" رأيتَها مبدوءة بكلمة لولا التي لها جملة شرط وجملة جواب، فالشرط في المثال الأول وجود النيل والجواب كون مصر قفراً، و"لولا" هذه تفيد امتناع الجواب لوجود الشرط، فقد امتنع كون مصر قفراً لوجود النيل بها، وإذا تأملت الكلمات التي بعد لولا رأيتها مرفوعة، على أن كلا منها مبتدأ، فأين الخبر؟ إنه محذوف وجوباً، والتقدير: لولا النيل "موجود" لكانت مصر قفراً, وكذلك يقال في بقية الأمثلة.
ارجع إلى أمثلة الطائفة "ج" تجد كل مثال مبدوءًا باسم مرفوع هو مبتدأ, وقد عُطف عليه اسم آخر بواو للعطف تفيد المصاحبة, وإذا بحثتَ عن الخبر في هذه الأمثلة ونحوها رأيته محذوفاً وجوباً، وتقديره هنا:"مقترنان".
وعند البحث في أمثلة الطائفة "د" ترى المبتدأ إما مصدراً مضافاً, وإما اسماً دالاً على التفضيل مضافاً إلى مصدر، وبعد كليهما حال لا تصلح أن تكون خبرا لأحدهما، فأين إذاً خبر المبتدأ؟ إنه محذوف وجوباً تقديره في المثال الأول: احترامي التلميذ "حاصل" إذا كان مهذباً, فالحال في هذه الأمثلة وأشباهها أغنت عن الخبر.
القاعدة:
٤٥- يُحْذَفُ الْخَبَرُ وُجُوباً في أربعة مواضع:
أ- إذا كان المبتدأ صريحا في القسم.
ب- إذا كان المُبْتَدَأُ بَعْدَ لَوْلاَ، والخَبَرُ كَونٌ عامٌّ، نَحْوُ: موْجُودٍ وَكائنٍ.
ج- إذا كان المُبْتَدَأُ مَتْلُوًّا بِوَاوٍ لِلعَطْفِ تَدُلُّ عَلى الْمُصَاحَبَةِ.