ولكنها خُففت في النطق، وتجد أنها تارةً تأتي عاملة عمل إنَّ المشددة فتنصب الاسم وترفع الخبر، وتارة تُلْغَى فلا تعمل شيئاً، وحينئذ يعرب ما بعدها كما لو كانت غير موجودة. وإذا تدبرتها في حال الإهمال في هذين المثالين وفي كل مثال آخر، وجدت لام الابتداء لازمة للخبر بعدها؛ حتى لا تلتبس بإنِ النافية التي تقدمت لك.
أُنظر إلى الكلمتين "أنْ، وكأنْ" في أمثلة الطائفة الثانية، تجدهما صورتين مخففتين لأنَّ، وكأنَّ اللتين درستهما فيما سبق، ولا فرق بينهما وبين المشددتين من حيث العمل، غير أن اسمها لا بد أن يكون ضميراً محذوفاً مُفَسراً بالجملة التي تأتي بعده، وهو ضمير الشأن الذي تعرفه، أما خبرهما فهو الجملة المفَسِّرة، فإذا قلت:"علمتُ أنْ ليس لمقصِّر فَلاحٌ" كان تقدير ذلك: "علمت أنه ليس لمقصر فلاح" وإذا قلت: "كأنْ قد طلع الفجر" كان تقديره: "كأنه قد طلع الفجر".
تدبر الكلمة "لكنْ" في مثالي الطائفة الأخيرة، تجد أنها هي "لكنَّ" المشددة عينها جاءت مخففة في النطق، وتجد أنها مهملة لا عمل لها، وهي كذلك في كل مثال تجيء فيه مخففة.
القاعدة:
٦٦- تُخفف إنَّ، وأَنَّ، وكأَنَّ، ولكنَّ؛ أَمَّا "إنَّ" فيجُوزُ عند التَّخْفِيفِ إِعْمَالُهَا وَإِهْمالُهَا، وإذا أُهْمِلَتْ دَخَلَتْ لامُ الابتداءِ على الْخَبَرِ فَارِقَةً بَيْنَ الإثباتِ والنَّفْي.