أحطتَ في كثير من المواطن التي سبق لك بجملة من الأسماء المبنية، وعرفت هناك أحوال بنائها، ومن هذه الأسماء الضمائر: كأنا وأنت، وأسماء الإشارة: كهذا وهذه، والأسماء الموصولة: كالذي والتي, وأسماء الاستفهام: كمتى وأين، وأسماء الشرط: كمن ومهما، وأسماء الأفعال: كهيهات وآمين، وبعض الظروف: كإذْ وإذا وحيثُ وأَمْسِ.
ومن أنواع الأسماء المبنية التي مرت بك أيضاً، المنادَى إذا كان علما مفردا أو نكرة مقصودة: كيا هشامُ ويا رجلُ تُريدُ به ذاتاً تَقْصِدُ إقبالها، واسم لا النافية للجنس إذا كان غير مضاف ولا شبيه بالمضاف: كلا حَيَّ باقٍ، ولا ضديْنِ مجتمعان.
وبَقِيَتْ من المبنيات أنواع أخرى كثيرة قد تكون غريبة عنك؛ ولذلك نتناول بعضها بالبحث والشرح فنقول:
تأمل المثالين في الطائفة الأولى تجد كلا منهما يشتمل على عدد مركب هو "أَحَدَ عَشرَ"، وإذا تدبرت موقع هذا العدد من الإعراب في المثالين، وجدته في المثال الأول مبتدأ, وفي المثال الثاني مضافاً إليه؛ ولكنك لا ترى علامة الرفع ولا علامة الجر مع أنه صحيح؛ فهو إِذاً مبني وبناؤه على فتح جُزْأَيه كما ترى. ومثله في ذلك جميع الأعداد المركبة إلى تِسْعَةَ عَشَرَ، ما عدا "اثنيْ عَشَرَ" و"اثنَتَيْ عَشْرَةَ" فإن صدر كل منهما معرب إعراب المثنى مع بناء العَجُزِ على الفتح. ومثل الأعداد المركبة في البناء على فتح الجزأين الظروفُ المركبة والأحوال المركبة، تقول في الأولى:"يَعُودني الطبيب صباحَ مساءَ"، وتقول في الثانية:"عليٌّ جاري بَيْتَ بَيْتَ" أي: جاري ملاصقاً.