للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فسبحانك يا رب كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك! سبحانك أنت الأحد الصمد الذي لم يَلد ولم يُولد ولم يكن له كفوًا أحد.

قال تعالى: {وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ - فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ} (١) [الذاريات: ٤٩: ٥٠]. قال ابن كثير رحمه اللَّه: {وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ} أي: جميع المخلوقات أزواج: سماء وأرض، وليل ونهار، وشمس وقمر، وبر وبحر، وضياء وظلام، وإيمان وكفر، وموت وحياة، وشقاء وسعادة، وجنة ونار، حتى الحيوانات والنباتات، ولهذا قال اللَّه تعالى: {لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُون} أي: لتعلموا أن الخالق واحد لا شريك له {فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ} أي: الجئوا إليه واعتمدوا عليه في أموركم {إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ - وَلاَ تَجْعَلُوا مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ} أي: لا تشركوا به شيئًا {إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ}.

[تنبيهات]

١ - نظرًا لتداخل الهوامش رمزت للعبد الذليل لربه (أبي ذر القلموني) بكلمة (قل)، وهي تعني عند وضعها في نهاية الهامش أن ما في هذا الهامش من كلامي، سواء كان تعليقًا على ما هو مكتوب في الأصل أو كان الكلام لي ابتداء، وإتمامًا للفائدة رمزت لكتاب ترتيب


(١) راجع «مختصر تفسير ابن كثير» للصابوني أثابه اللَّه تعالى (ج٣ ص٣٨٦: ٣٨٧). (قل).
• تنبيه: ظهرت طبعة منذ أربع سنوات بتحقيق أحد الإخوة في اللَّه وأحسبه مخلصًا مؤدبًا ولا أزكي على اللَّه أحدًا، وقد استفدت منه تحقيق حوالي تسعة أحاديث ضعيفة حذفتها من جملة الأحاديث التي حذفتها في هذه الطبعة - والتي كنت قد أشرت إلى ضعف غالبها - ولكن الأخ بنية حسنة قام بتحقيق النسخة القديمة، وغالب الظن أنه لم تقع في يديه الطبعة المحققة للمرة الأولى، والتي صدرت من حوالي تسع سنوات، وشاء اللَّه تعالى أن تقوم «دار الحرمين» بارك اللَّه فيها وفي أصحابها وفيمن يعملون بها، وكذا يا رب سائر المكتبات الإسلامية - بجمع الكتاب جمعًا طيبًا يليق بالقرآن والسنة، محتسبة أجر ذلك عند اللَّه تعالى، مراعية الوصية الخاصة بكتبي، وهي: (من أراد أن يطبعه فليطبعه دون إذن وليتق اللَّه فيه)، فاللهم اجز عنا خيرًا كل من ساهم في نشر دينك، مَن يُعْلمون ومن لا يُعْلمون. (قل).
...وقد قامت مكتبة السنة - رحم اللَّه مؤسسها - وبارك فيها وفيمن يعملون بها بجمع الكتاب جمعًا جديدًا قيّمًا في قرابة ثلاثمائة صفحة، تيسيرًا على القارئ، محتسبة أجر ذلك عند اللَّه تعالى، مراعية الوصية السابقة، فاللهم علينا الأذان وعليك البلاغ. (قل).

<<  <   >  >>