ذلك حتي يقضي شهوته، وحتى يمشي الرجلان إلى الأمر يعملانه، فيخسف بأحدهما، فلا يمنع الذي نجا منهما ما رأى بصاحبه أن يمشي لشأنه ذلك، حتى يقضي شهوته منه.
فالظاهر مرتبط بالباطن أتم ارتباط، فإذا استحكمت الصفات المذمومة في النفس قويت على قلب الصورة الظاهرة، ولهذا خوف النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - من سابق الإمام في الصلاة بأن يجعل اللَّه صورته صورة حمار لمشابهته للحمار في الباطن، فإنه لم يستفد من مسابقة الإمام إلا فساد صلاته، وبطلان أجره، فإنه لا يسلم قبله، فإنه شبيه بالحمار في البلادة، وعدم الفطنة.
إذا عرف هذا فأحق الناس بالمسخ هؤلاء الذين ذكروا في هذه الأحاديث، فهم أسرع الناس مسخًا قردة وخنازير فمشابهتهم لهم في الباطن، وعقوبات الرب تعالى - نعوذ باللَّه منها - جارية على وفق حكمته وعدله. انتهى كلام ابن القيم رحمه اللَّه ونفعنا اللَّه بعلمه ... آمين.
[خاتمة]
يا رب، لو أدركت القلوب عظمتك، لكان شهيقها القرآن، وزفيرها الذكر، ونبضها الدعاء.