للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الفصل السادس: علامة استجابة الدعاء]

جاء في «تحفة الذاكرين» (١) ما مختصره:

علامة استجابة الدعاء: (الخشية، والبكاء، والقشعريرة، وربما تحصل الرعدة، والغشى، والغيبة، ويكون عقيبه سكون القلب، وبرد الجأش، وظهور النشاط باطنًا، والحق ظاهرًا، حتى يظن الداعي أنه كان على كتفه حملة ثقيلة فوضعها عنه، حينئذ لا يغفل عن التوجه والإقبال والصدقة والإفضال والحمد والابتهال وأن يقول: الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات). انتهى من «تحفة الذاكرين».

جاء في «صحيح الجامع» برقم (٤٦٤٠): «كان إذا أتاه الأمر يسرّه قال: الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، وإذا أتاه الأمر يكرهه قال: الحمد لله على كل حال».

(صحيح) ابن السني في «عمل يوم وليلة» ك) عن عائشة، «الكلم الطيب» (١٣٩)، «الصحيحة» (٢٦٥) ك، حل - أبي هريرة. خط - ابن عباس.

* * *

[الفصل السابع: التوسل بالأنبياء والصالحين]

من آداب الدعاء كما سبق: [ويتوسل إلى اللَّه سبحانه بأنبيائه والصالحين] قال الشوكاني في «تحفة الذاكرين»: «أقول: ومن التوسل بالأنبياء ما أخرجه الترمذي وقال: حسن صحيح غريب، والنسائي وابن ماجه وابن خزيمة في «صحيحه» والحاكم وقال: صحيح على شرط البخاري ومسلم من حديث عثمان بن حنيف رضي اللَّه عنه أن أعمى أتى النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فقال: يا رسول اللَّه ادعو اللَّه أن يكشف لي عن بصري. قال: أو أدَعُك. فقال: يا رسول اللَّه، إني قد شق عليَّ ذهاب بصري، قال: «فانطلق فتوضأ فصل ركعتين ثم قل: اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة، يا محمد إني أتوجه بك إلى ربي في حاجتي هذه لتقضى لي اللهم فشفعه في» (٢). انتهى من «تحفة الذاكرين».


(١) «تحفة الذاكرين» (ص: ٥٨، ٥٩). (قل).
(٢) صحيح. انظر «صحيح الجامع» قال الألباني: (وزاد أحمد وابن خزيمة والحاكم «وشفعني فيه» وهو من الأدلة الكثيرة على أن التوسل والتوجه المذكور في الحديث إنما هو بدعائه - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، لأن معناها: اقبل شفاعتي، أي: في دعائه، وكذلك قوله: (فشفعه في) أي: اقبل شفاعته أي: دعاءه في. وهذه الزيادة من الكنوز من عرفها استطاع بها أن يطيح بشبهات المخالفين) انتهى. ومن التوسل غير المشروع سؤال اللَّه تعالى بجاه فلان أو بحق فلان، كقول القائل: أسألك بجاه نبيك أو بجاه فلان، وأسألك بحق نبيك أو بحق فلان إذ لا حق لأحد على اللَّه، إنما اللَّه (ذو فضل على العالمين). وقد ذكر المنذري هذا الحديث - نقلاً عن «صحيح الترغيب والترهيب» - تحت عنوان: باب الترغيب في صلاة الحاجة ودعائها.
الشاهد من ذلك أن أصل صلاة الحاجة موجود، لكن الكيفية - خاصة في مغيب النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وأيضًا بعد موته - هي التي تحتاج إلى فقه كما سيأتي بعد قليل إن شاء اللَّه تعالى، وقد أشرت في كتابنا «عون الرحمن في حفظ القرآن بزيادة فتح المنان في حمل الفرقان» إلى شيء من ذلك ثم أحلت التفصيل في ذلك على هنا. (قل).

<<  <   >  >>