الكتاب والسنة، فإنها وقائع محجوبة بالحكم المبرم الذي دل عليه إجماع الأئمة وصريح الكتاب والسنة، وحاشا أن يكون حكم اللَّه هو المحجوب بها. انتهى من كتاب «إلى كل فتاة تؤمن باللَّه».
ثانيًا: حكم تغطية الوجه بقلم فضيلة الشيخ وهبي غاوجي:
قال عمر رضي اللَّه تعالى عنه: وافقت ربي عز وجل في ثلاث: قلت: يا رسول اللَّه لو اتخذت من مقام إبراهيم مصلى، فأنزل اللَّه تعالى:{وَاتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى}، وقلت: يا رسول اللَّه، إن نساءك يدخل عليهن البر والفاجر فلو حجبتهن، فأنزل اللَّه آية الحجاب - وهي المكتوبة قبل أسطر - وقلت لأزواج النبي لما تمالأن عليه في الغيرة:{عَسَى رَبُّهُ إِن طَلَّقَكُنَّ أَن يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِّنكُنَّ}[التحريم: ٥] فأنزلت كذلك. رواه البخاري ومسلم.
وذكر أنس رضي اللَّه تعالى عنه ما كان من وليمة رسول اللَّه - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بزينب، وفيه: وتخلف رجال يتحدثون في بيت رسول اللَّه - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وزوج الرسول - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - التي دخل بها معهم مولية وجهها إلى الحائط فأطالوا الحديث، فشقوا على رسول اللَّه - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وكان أشد الناس حياء (١).
وكان زواجه - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بزينب بنت جحش في ذي القعدة في السنة الخامسة من الهجرة، وفي صبيحة عرسه بها نزلت آية الحجاب، فاحتجبت المرأة المسلمة، وما تزال.
وقبل ذلك كانت المسلمة تستر رأسها وصدرها، ويبدو ما قد يبدو من شعر رأسها وعنقها وبعض صدرها.
وفي الجاهلية كانت المرأة تخرج تمشي بين يدي الرجال، وكانت لها مشية تكسر وتغنج، تلقي فيه الخمار على رأسها، ولا تشده فيواري قلائدها وقرطها وعنقها، ويبدو