قال رسول - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «إن اللَّه يقبل توبة العبد ما لم يغرغر». [رواه أحمد، وحسنه الألباني في صحيح الجامع].
حسن الظن باللَّه تعالى:
وفي الحديث الصحيح: «لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن باللَّه».
والرجاء عند الموت أفضل، لأن الخوف سوط يساق به، وعند الموت يقف البصر، فينبغي أن يتلطف به، ولأن الشيطان يأتي حينئذ بسخط العبد على اللَّه فيما يجري عليه، ويخوفه فيما بين يديه، فحسن الظن أقوى سلاح يدفع به العدو.
وقال سليمان لابنه عند الموت: يا بني، حدثني بالرخص، لعلي ألقى اللَّه تعالى، وأنا أحسن الظن به. انتهى.
فائدة:
يكفي في ذكر الموت قول اللَّه تعالى لنبيه - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ - ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِندَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ} [الزمر: ٣٠، ٣١].
ذكر ابن كثير رحمه اللَّه: وقد روي عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما أنه قال: يختصم الناس يوم القيامة حتى تختصم الروح مع الجسد، فتقول الروح للجسد: أنت فعلت، ويقول الجسد للروح، أنت أمرت، وأنت سولت، فيبعث اللَّه ملكًا يفصل بينهما، فيقول لهما، إن مثلكما كمثل رجل مقعد بصير، والآخر ضرير، دخلا بستانًا، فقال المقعد للضرير: إني أرى هاهنا ثمارًا، ولكن لا أصل إليها، فقال له الضرير: اركبني فتناولها، فركبه فتناولها، فأيهما المعتدي؟ فيقولان: كلاهما، فيقول لهما الملك: فإنكما قد حكمتما على أنفسكما، يعني أن الجسد للروح كالمطية وهي راكبة (١).
من أقوال الشعراء في الإسلام:
تزود من التقوى فإنك لا تدري ... إذا جنَّ ليلٌ هل تعيش إلى الفجرِ
فكم من فتى أمسى وأصبح ضاحكًا ... وقد نُسِجَتْ أكفانُه وهو لا يدري
وكم من عروس زينوها لزوجها ... وقد قبضت أرواحُهم ليلة القدرِ
وكم من صغارٍ يُرتجى طول عمرهم ... وقد أُدخلت أجسادُهم ظلمة القبرِ
وكم من صحيح مات من غير علةٍ ... وكم من سقيم عاش حينًا من الدهر
(١) قال الصابوني: رواه ابن منده في كتاب «الروح» ولم يشر له ابن كثير بضعف. (قل).