ثالثًا: كيفية تعليم المرأة:
قال فضيلة الشيخ وهبي غاوجي أثابه اللَّه: من حاجة خروج الأنثى من البيت: خروجها إلى تعلم العلم (١). من خلال ما عرضنا من طبيعة المرأة ووظيفتها في الحياة، نستطيع أن نقرر بسهولة وإيجاز، أن العلم الذي يجب أن توجه إليه جهود الآباء ووزارة التربية والإعلام في حق الأنثى هو العلم الذي يتفق مع طبيعة الأنثى ووظيفتها في الحياة.
١ - فتكثر لها دروس الدين المختلفة من قرآن وسنة وتوحيد وفقه، والأنثى سريعة التأثر ولكنها سريعة التحول كذلك لقوة عاطفتها، فالإكثار عليها من دروس الدين والوعظ كفيل - بإذن اللَّه تعالى - بتنشئتها لتصبح أمًّا تقوم بواجباتها الدينية والدنيوية في الأسرة خير قيام، والإخلال بالتذكير في هذا الجانب يورث قسوة القلب، ولا خير في قلب قاس.
٢ - تكثر لها دروس التربية والأخلاق، وتردد لها بما يتناسب مع دراستها، كي تجد في نفسها حصيلة كريمة في الأخلاق علمًا وعملاً، فتربي على ذلك أولادها في المستقبل.
٣ - تكثر لها دروس العناية بالأسرة: قيامها، وظيفتها، وظائف أعضائها، واجباتها نحو زوجها، وبيته، وأولادها.
٤ - تكثر لها دروس التاريخ المتمثلة في المجاهدين والمصلحين وأثرهم الحسن في أقوامهم؛ كي تربي أولادها في المستقبل على أخلاق العظمة، والخير، والصلاح.
٥ - تكثر لها دروس تتعلم بها أعمالاً تتفق مع وظيفتها من خياطة وتطريز وحرف أخرى.
٦ - توجه بعضهن إلى متابعة الدراسة العالية كي يخرجن قابلات، ممرضات للنساء - دون الرجل - طبيبات - للنساء كذلك - معلمات ومدرسات في المدارس التي تنشأ لهن، ويكون التعليم فيها مؤنثًا قدر الإمكان.
بهذا وأمثاله توجه الأنثى في التعليم الوجهة التي تتفق وفطرتها واختصاصها.
وما أحوج الإنسانية إلى الاختصاصات المختلفة، وما أشد ما تعمل اليوم لتوفيرها، لكنها للأسف تغفل عن هذا الاختصاص العظيم الهام، لما سبق ذكره من الأسباب.
وينبغي ألا تعلم الأنثى كما يعلم الذكر حذو القذة بالقذة كما يفعل الآخرون.
ويجب أن يحذّر من الاختلاط في التعليم لأضراره البالغة الدرجة القصوى من
(١) كتاب «المرأة المسلمة» لفضيلة الشيخ وهبي غاوجي (ص: ٢٤٠، ٢٤١). (قل).