لهن بالعمل خارج البيت، ولا بمخالطة الرجال إلا في حدود ضيقة، وقليل ما هم.
٥ - وهي اليوم تجد الحرية لخروجها من البيت، فتخادن من تشاء، وتصادق من تشاء، وتذهب حيث تشاء بل وتنام حيث تشاء.
وقد استمرأت هذه الحياة الفاسدة، واستمرأ الرجال ذلك فيهن، ومعهن، فلن تعود المرأة هناك إلى بيتها وإلى عفافها، إلا إذا عادت إلى الإسلام، فهو وحده الكفيل بإعادة الحياة الإنسانية إلى فطرتها، وتقويم كل اعوجاج وانحراف فيها.
جـ- وقد يقول قائل: فما بال المرأة عندنا خرجت من بيتها لتعمل خارجه، متحملة عصيان اللَّه تعالى ومخالفة الولي من الوالدين أو الزوج، ومعرِّضة نفسها للتهم والفساد، وربما الزنى، ومهددة أسرتها بالانهيار، ومكلفة فطرتها ما لا تحب ولا ترضى؟!
ما بال المرأة عندنا خرجت من بيتها لتعمل خارجه فتخالط الرجال، وهي مكفية النفقة من وليها، من أب أو أخ أو زوج، والرجل لا يطمع فيها قدر ما يطمع الآخرون؛ لما يزال فيه من إسلام وغيرة وعفة، وهي إذا تزوجت تأخذ المهر خالصًا لها طيبًا؟
إنها - أيها الأخ [المسلم]- استمرأت مظاهر الحياة عند الآخرين، وأعجبت بالمرأة هناك، لها مكسب خاص تنفق منه على زينتها وبهرجتها، أعجبت بالمرأة هناك تحيا حرة، لما لها من الاستقلال الاقتصادي من حيث ما تأخذ من راتب، وأسباب يأتي ذكرها.
إنها بكلمة واحدة التبعية، والتقليد، لمن لا يرجو اللَّه واليوم الآخر.
ويا حبذا ... يا حبذا لو قامت في بلاد العرب بلاد المسلمين هيئات تحصي بصدق نتائج خروج المرأة من بيتها لتعمل مع الرجال، وتصادق الرجال، وتخادن الرجال: من إفساد للأسر، وحوادث الزنى، وثمرات الزنى، ومن هوان الجرائم في أعين الناس وقلوبهم، ومن الخيانات الزوجية، وجرائم السرقة، وشرب الخمر، والاعتداء على الأعراض، وحوادث القتل ... إلخ.
لو قامت تلك الهيئات بإحصاء واحد لربما كان نتيجة ذلك الإحصاء مدعاة لنعود إلى صورة المجتمع المسلم، حيث لا اختلاط، ولا عمل مشترك بين الرجل والمرأة، فلا فساد إلى حد كبير. حبذا لو يتم هذا قبل أن نتمادى أكثر مما نفعل، فيصبح العود أصعب - معاذ اللَّه - عسى أن يكون ذلك قريبًا. انتهى من كتاب «المرأة المسلمة».