٦٧ - أن كثرة ذكر اللَّه عز وجل أمان من النفاق، قال عز وجل في المنافقين:{وَلاَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلاَّ قَلِيلاً}[النساء: ١٤٢].
٦٨ - أن للذكر من بين الأعمال لذة لا يشبهها شيء، ولهذا سميت مجالس الذكر: رياض الجنة.
٦٩ - أنه يكسو الوجه نضرة في الدنيا ونورًا في الآخرة.
٧٠ - أن في دوام الذكر في الطريق والبيت والحضر والسفر والبقاع تكثيرًا لشهود العبد يوم القيامة، قال تعالى:{يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا}[الزلزلة: ٤].
٧١ - الذكر ثناء على اللَّه، والدعاء سؤال حاجة، فالذكر أفضل من الدعاء.
٧٢ - الذكر والثناء يجعل الدعاء مستجابًا.
٧٣ - قراءة القرآن أفضل من الذكر، والذكر أفضل من الدعاء، هذا من حيث النظر لكل منهما مجردًا، وقد يعرض للمفضول ما يجعله أولى من الفاضل بل يعينه فلا يجوز أن يعدل عنه إلى الفاضل، وهذا كالتسبيح في الركوع والسجود فإنه أفضل من قراءة القرآن فيهما، بل القراءة فيهما منهي عنها نهي تحريم أو كراهة.
انتهى من «الوابل الصيب».
[منزلة الذكر وأقسامه]
جاء في «مدارج السالكين» لابن القيم أيضًا رحمه اللَّه ما مختصره:
وهي منزلة القوم الكبرى، التي منها يتزودون. وفيها يتجرون. وإليها دائمًا يترددون.
و «الذكر» منشور الولاية، الذي من أعطيه اتصل، ومن منعه عزل، وهو قوت قلوب القوم، الذي متى فارقها صارت الأجساد لها قبورًا، وعمارة ديارهم، التي إذا تعطلت عنه صارت بورًا، وهو سلاحهم الذي يقاتلون به قطاع الطريق، وماؤهم الذي يطفئون به التهاب [الحريق]، ودواء أسقامهم الذي متى فارقهم انتكست منهم القلوب، والسبب الواصل، والعلاقة التي كانت بينهم وبين علام الغيوب.
إذا مرضنا تداوينا بذكركم ... فنترك الذكر أحيانًا فننتكس