الكلام عن شروط الحجاب، وحكم تغطية الوجه، سيأتي إن شاء اللَّه تعالى في فصل مستقل، ولقد شاء اللَّه تعالى أن أطلق على هذا الجزء الخاص بالمرأة «توبة المرأة» لأن توبة المرأة لا تتحقق بالصلاة والزكاة والصيام فحسب، وإنما مع ذلك كله بالالتزام بالحجاب الشرعي الذي أمرها اللَّه به، فظاهر المرأة بالنسبة للتوبة جزء من باطنها، فكأن النقاط السابقة التي تتحدث عن التوبة تشترك فيها المرأة مع الرجل، أما النقطة الأخيرة فهي نقطة خاصة بالمرأة، ويمكنني بعد ذلك كله أن أقول: وبفضل اللَّه تعالى؛ إن توبة المرأة الظاهرة لا تقل عن توبتها الباطنة، فالتوبة الباطنة من صلاة .... ، ... ، ... علاقة بينها وبين ربها، أما التوبة الظاهرة فعلاقة بينها وبين ربها من ناحية، وعلاقة بينها وبين العباد من ناحية أخرى، وذلك لأنها بتبرجها فتنة للمسلمين فتعدى ذنبها من نفسها إلى العباد، فهي بذلك ظالمة لنفسها من ناحية، عاصية لربها من ناحية ثانية، وظالمة للعباد من ناحية ثالثة. إن خروج المرأة من بيتها بدون حجاب يعني أن هناك عدَّادًا من السيئات كعدَّاد الكهرباء لا يتوقف إلا بدخولها في بيتها أو في مكان شرعي تتوارى فيه عن أعين العباد ... فيا أمة الجبار، أفيقي من غفلتك، وسارعي إلى مغفرة من ربك وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين، واقتحمي حصن الشيطان الرجيم، وانسفيه بالذكر الحكيم، وارتدي حجاب رب العالمين من قبل أن يأتي يوم .... يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى اللَّه بقلب سليم.