ثالثًا: جاء في مختصر منهاج القاصدين ما مختصره:
١ - تقسيم الذنوب إلى صغائر وكبائر:
اعلم: أن الذنوب تنقسم إلى صغائر وكبائر، وقد كثر الاختلاف فيها، واختلفت الأحاديث في عدد الكبائر.
والأحاديث الصحاح في ذكرها خمسة (نذكر منها):
حديث أبي هريرة رضي اللَّه عنه، أن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: «اجتنبوا السبع الموبقات، قالوا: يا رسول اللَّه: وما هنّ؟ قال: الشرك باللَّه، والسحر، وقتل النفس التي حَرَّمَ اللَّه إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات».
وقد اختلف العلماء فيها على أقوال كثيرة، والأحاديث في الكبائر لا تدل على حصرها فيها، ولعل الشارع قصد الإبهام ليكون الناس على وجل من الذنوب، لكن يعرف من الأحاديث أجناس الكبائر، ويعرف أيضًا أكبر الكبائر.
فأما أصغر الصغائر، فلا سبيل إلى معرفته، وقد تكلم العلماء في عدد الكبائر، فروي عن ابن مسعود رضي اللَّه عنه أنه قال: هي أربع.
وروي عن ابن عمر رضي اللَّه عنهما أنه قال: هي سبع.
وكان ابن عباس رضي اللَّه عنهما إذا بلغه قول ابن عمر: إنها سبع، قال: هي إلى سبعين أقرب منها إلى سبع.
وقال أبو صالح عن ابن عباس: هي ما أوجبت الحد في الدنيا.
وعن ابن مسعود أن الكبائر من فاتحة النساء إلى قوله: {إِن تَجْتَنِبُواْ كَبَآئِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ} [النساء: ٣١].
وقال سعيد بن جبير وغيره: هي كل ذنب أوعد اللَّه عليه النار.
٢ - فصل في بيان ما تعظم به الصغائر من الذنوب.
اعلم: أن الصغيرة تكبر بأسباب: منها الإصرار والمواظبة.
واعلم: أن العفو عن كبيرة قد انقضت ولم يتبعها مثلها، أرجى من العفو عن صغيرة يواظب عليها العبد.
ومثال ذلك قطرات من الماء تقع على حجر متواليات، فإنها تؤثر فيه، ولو جمعت تلك