فيا عبد اللَّه: لا تتأخر لحظة عن الصلاة، فهذه الدنيا زائلة، والإنسان غنيٌ بالطاعة، فقير بالمعصية. وكما يقولون: ما افتقد شيئًا من وجد اللَّه، وما وجد شيئًا من افتقد اللَّه، فلو أن الإنسان مع اللَّه، فهو أغنى الناس، وإن كان لا يملك إلا الخبز، ولو أنه بعيد عن اللَّه وحيزت له الدنيا بأكملها، فهو أفقر الناس ...
يا عبد اللَّه: تذكر نداء القبر لك: يا بن آدم، أنا بيت الوحشة، أنا بيت الظلمة، أنا بيت الدود، أنا بيت الانفراد، أنا الذي من دخلني طائعًا كنت اليوم عليه رحمة، أنا الذي من دخلني عاصيًا كنت اليوم عليه نقمة.
فإذا كنت يا أخي ممن لم يسبق لهم الصلاة، فاستبق الخيرات واسجد لرب الأرض والسماوات. ويمكنك أن تصلي بالفاتحة فقط إذا لم تكن حافظًا لآيات أخرى من القرآن، وفي البداية لا يشترط أن يكون حافظًا للتشهد «أي: التحيات» ويمكنك أن تصلي الفرض وبعد فترة تصلي السنن.
وإذا كنت لا تتذكر عدد ركعات الصلاة في كل فرض، فالمسألة يسيرة، وهي أن تتذكر ما يلي: قبل أن تطلع الشمس ركعتان «صلاة الصبح» وعندما تغيب الشمس ثلاث ركعات «صلاة المغرب» وباقي الأوقات الظهر، العصر، العشاء، كل فرض منها أربع ركعات.
س٣: قد يقول قائل: إن فلانًا رجل يصلي ولكن معاملته غير طيبة؟
والواقع أنه ليس هناك أحد يعتبر حجة على الإسلام إلا الرسول - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -؛ لأن اللَّه تعالى يقول:{وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا}[الحشر: ٧].
أضف إلى ذلك، أن هذا الشخص يسيء بمعاملته غير الطيبة إلى الإسلام، فأنت تصلي وتعامل معاملة حسنة حتى تحسِّن تلك السمعة.
أضف إلى ذلك، أن هذا الرجل صلاته ستنهاه يومًا ما، جاء رجل إلى النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فقال: إن فلانًا يصلي بالليل فإذا أصبح سرق فقال - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «إنه سينهاه ما تقول» رواه أحمد والبيهقي وصححه الألباني في «مشكاة المصابيح».
س٤: قد يقول قائل: إن فلانًا رجل يصلي، ولكن اللَّه تعالى قد ضيق عليه الحال، فليس عنده مال، ولا سيارات، ولا عقارات .... على العكس من فلان، فإنه لا يصلي ولكن اللَّه يعطيه؟