للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تنبيه: علاج (فك) الربط (١):

جاء في تفسير الآية السابقة لابن كثير ما يلي:

وهل يسأل الساحر حلاًّ لسحره؟ فأجازه سعيد بن المسيب فيما نقله عنه البخاري، وقال الشعبي: لا بأس بالنشرة، وكره ذلك الحسن البصري، وفي الصحيح عن عائشة أنها قالت: يا رسول اللَّه، هلا تنشرت، فقال: «أما اللَّه فقد شفاني وخشيت أن أفتح على الناس شرًّا».

وحكى القرطبي عن وهب أنه قال: يؤخذ سبع ورقات من سدر، فتدق بين حجرين ثم تضرب بالماء، ويقرأ عليها آية الكرسي ويشرب منها المسحور ثلاث حسوات، ثم يغتسل بباقيه فإنه يذهب ما به، وهو جيد للرجل الذي يؤخذ عن امرأته. (قلت): أنفع ما يستعمل لإذهاب السحر ما أنزل اللَّه على رسوله في إذهاب ذلك وهما (المعوذتان)، وفي الحديث: «لم يتعوذ المتعوذ بمثلهما» وكذلك قراءة آية الكرسي فإنها مطردة للشيطان. انتهى من ابن كثير.

خامسًا: بعض ما ورد في حل السحر:

جاء في تفسير ابن كثير (٢) لسورة يونس عند قوله تعالى: {فَلَمَّا أَلْقَواْ قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُم بِهِ السِّحْرُ} ما يلي:

وقال ابن أبي حاتم، عن ليث وهو ابن أبي سليم قال: بلغني أن هؤلاء الآيات شفاء من السحر بإذن اللَّه تعالى، تقرأ في إناء فيه ماء، ثم يصب على رأس المسحور، الآية التي من سورة يونس:

أ- {فَلَمَّا أَلْقَواْ قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُم بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ - وَيُحِقُّ اللَّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ} [قال ابن كثير: الآية وذكر الآيتين ٨١، ٨٢].

ب - والآية الأخرى: {فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} إلى آخر أربع آيات ..


(١) الربط نوع من أنواع السحر، ولكني أفردته ب
عنوان مستقل لحاجة الناس إليه. (قل).
(٢) «تفسير ابن كثير» (ج٢ ص: ٤٢٧). (قل).
تنبيه: النشرة بالضم ضرب (نوع) من العلاج، يعالج به من يظن أن به سحرًا أو مسًا من الجن - كذا في الفتح (جـ ١٠ ص٢٤٤)، والمقصود بذلك هنا حل السحر؛ بدليل قوله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «وخشيت أن أفتح على الناس شرًا». قال الحافظ في الفتح (ج ١٠ ص٢٤١): (قال النووي: خشي من إخراجه وإشاعته ضررًا على المسلمين من تذكر السحر وتعلمه ونحو ذلك، وهو من باب ترك المصلحة خوف المفسدة). (قل).

<<  <   >  >>