للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولا يصلح لمثله، وفي تحصيل مال من غير حله، وفي استطالته على غيره، فإذا اختصم معشوقه وغيره أو تشاكيا لم يكن إلا من جانب المعشوق ظالمًا كان أو مظلومًا، هذا إلى ما ينضم إلى ذلك من ظلم العاشق للناس بالتحايل على أخذ أموالهم، والتوصل إلى معشوقه بسرقة أو غصب أو خيانة أو يمين كاذبة أو قطع طريق ونحو ذلك، وربما أدى ذلك إلى قتل النفس التي حرم اللَّه ليأخذ ماله ليتوصل به إلى معشوقه (١).

فكل هذه الآفات وأضعافها وأضعاف أضعافها تنشأ عن عشق الصور، وربما حمله، على الكفر الصريح، وقد تنصر جماعة ممن نشئوا في الإسلام بسبب العشق، كما جرى لبعض المؤذنين حين أبصر - وهو على سطح مسجد - امرأة جميلة، ففتن بها ونزل ودخل عليها وسألها نفسها فقالت: هي نصرانية، فإن دخلت في ديني تزوجت بك ففعل فرقي في ذلك اليوم على درجة عندهم، فسقط منها، فمات، ذكر هذا عبد الحق في كتاب «العاقبة» له.

وإذا أراد النصارى أن ينصِّروا الأسير أروه امرأة جميلة وأمروها أن تطمعه في نفسها حتى إذا تمكن حبها من قلبه بذلت له نفسها إن دخل في دينها، فهنالك {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاء} [إبراهيم: ٢٧]. انتهى من «الجواب الكافي».

ثانيًا: وجاء في «زاد المعاد» لابن القيم أيضًا رحمه اللَّه ما مختصره:

والمقصود (٢):


(١) ومما قاله رحمه اللَّه عن العشق: وكم أفسد من أهل الرجل وولده، فإن المرأة إذا رأت بعلها عاشقًا لغيرها اتخذت هي معشوقًا لنفسها، فيصير الرجل مترددًا بين خراب بيته بالطلاق وبين القوادة، فمن الناس من يؤثر هذا، ومنهم من يؤثر هذا (قل).
(٢) «زاد المعاد» لابن القيم رحمه اللَّه (ج٤ ص: ٢٧٢: ٢٧٤). (قل).

<<  <   >  >>