للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعًا فاستغفروني أغفر لكم

إتمامًا للفائدة إليك نص الحديث مع شرح يسير لبعض فقرات الحديث:

عن أبي ذر رضي اللَّه عنه، عن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فيما يروي عن ربه عزَّ وجلَّ أنه قال: «يا عبادي، إني حرمت الظلم على نفسي، وجعلته بينكم محرمًا فلا تظالموا، يا عبادي، كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم، يا عبادي، كلكم جائع إلا من أطعمته، فاستطعموني أطعمكم، يا عبادي، كلكم عار إلا من كسوته، فاستكسوني أكسكم، يا عبادي، إنكم تخطئون بالليل والنهار، وأنا أغفر الذنوب جميعًا، فاستغفروني أغفر لكم، يا عبادي، إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني، ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني، يا عبادي، لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم، ما زاد ذلك في ملكي شيئًا، يا عبادي، لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد منكم، ما نقص ذلك من ملكي شيئًا، يا عبادي، لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل إنسان مسألته، ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر، يا عبادي، إنما هي أعمالكم أحصيها لكم، ثم أوفيكم إياها، فمن وجد خيرًا فليحمد اللَّه، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه». رواه مسلم.

قال ابن رجب رحمه اللَّه تعالى (١): وأما الاستغفار من الذنوب، فهو طلب المغفرة، والعبد أحوج شيء إليه؛ لأنه يخطئ بالليل والنهار، وقد تكرر في القرآن ذكر التوبة والاستغفار، والأمر بهما، والحث عليهما، وخرَّج الترمذي وابن ماجه من حديث أنس عن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، قال: «كل بني آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون» (٢).


(١) الكلام هنا أيضًا من كتاب «جامع العلوم والحكم» لابن رجب الحنبلي رحمه اللَّه تعالى بتحقيق الأرنوؤط وباجس أثابهما اللَّه تعالى. (قل).
(٢) رواه الترمذي (٢٤٩٩)، وابن ماجه (٤٢٥١)، وأحمد (٣/ ١٩٨)، والحاكم (٤/ ٢٤٤)، وابن عدي في «الكامل» (٥/ ١٨٥٠) من طريق علي بن مسعدة عن قتادة، عن أنس، وسنده قابل للتحسين. اهـ. وحسنه الألباني في «صحيح الجامع»، جاء في «تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي» للمباركفوري رحمه اللَّه تعالى (ج٧ ص٢١٣، ٢١٤) ما يلي:
قوله: (كل ابن آدم خطاء) أي: كثير الخطأ ...
وأما الأنبياء صلوات اللَّه عليهم فإما مخصوصون عن ذلك، وإما أنهم أصحاب صغائر. والأول أولى فإن ما صدر عنهم من باب ترك الأولى، أو يقال: الزلات المنقولة عن بعضهم محمولة على الخطأ والنسيان من غير أن يكون لهم قصد إلى العصيان. قاله القاري، (وخير الخطائين التوابون) أي: الراجعون إلى اللَّه بالتوبة من المعصية إلى الطاعة). اهـ. من «تحفة الأحوذي» (قل).

<<  <   >  >>