للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بَابٌ ذِكْرُ أَحْوَالٍ جَرَتْ لِلْخَائِفِينَ مِنَ الْمُحْرِمِينَ

حَجَّ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ فَلَمَّا أَحْرَمَ وَاسْتَوَتْ بِهِ رَاحِلَتُهُ، اصْفَرَّ لَوْنُهُ وَارْتَعَدَ، وَلَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يُلَبِّيَ، فَقِيلَ: مَا لَكَ لا تُلَبِّي؟ قَالَ: أَخْشَى أَنْ يَقُولَ لِي: لا لَبَّيْكَ وَلا سَعْدَيْكَ.

فَلَمَّا لَبَّى غُشِّيَ عَلَيْهِ.

وَلَمَّا حَجَّ جَعْفَرٌ الصَّادِقُ فَأَرَادَ أَنْ يُلَبِّيَ تَغَيَّرَ وَجْهُهُ، فَقِيلَ لَهُ: مَا لَكَ يَا ابْنَ عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ؟ فَقَالَ: أُرِيدُ أَنْ أُلَبِّيَ، فَأَخَافُ أَنْ أَسْمَعَ غَيْرَ الْجَوَابِ.

وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ: كُنْتُ مَعَ أَبِي سُلَيْمَانَ الدَّارَانِيِّ حِينَ أَرَادَ أَنْ يُحْرِمَ، فَلَمْ يُلَبِّ حَتَّى سِرْنَا مِيلا، ثُمَّ غُشِّيَ عَلَيْهِ فَأَفَاقَ، وَقَالَ: يَا أَحْمَدُ، أَوْحَى اللَّهُ تَعَالَى إِلَى مُوسَى عَلَيْهِ السَّلامُ: مُرْ ظَلَمَةَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لا يَذْكُرُونِي، فَإِنِّي أَذْكُرُ مَنْ ذَكَرَنِي مِنْهُمْ بِاللَّعْنَةِ.

وَيْحَكَ يَا أَحْمَدُ، بَلَغَنِيَ أَنَّ مَنْ حَجَّ مِنْ غَيْرِ حِلِّهِ، ثُمَّ لَبَّى، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: لا لَبَّيْكَ وَلا سَعْدَيْكَ، حَتَّى تَرُدَّ مَا فِي يَدَيْكَ، فَمَا آمَنُ أَنْ يُقَالَ لَنَا ذَلِكَ.

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبِدِ اللَّهِ بْنِ حَبِيبٍ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَعَلِيُّ بْنُ

<<  <   >  >>