بَابٌ ذِكْرُ حَجِّ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلامُ
قَدْ سَبَقَ فِي كِتَابِنَا هَذَا أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَمَرَ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلامُ بِبِنَاءِ الْبَيْتِ وَبِالطَّوَافِ حَوْلَهُ.
وَرَوَى عَطَاءٌ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَوْحَى إِلَى آدَمَ أَنِ ابْنِ لِي بَيْتًا، فَأَقْبَلَ يَتَخَطَّى فَطُوِيَتْ لَهُ الأَرْضُ، وَلَمْ يَقَعْ قَدَمٌ عَلَى شَيْءٍ إِلا صَارَ عُمْرَانًا حَتَّى انْتَهَى إِلَى مَكَّةَ فَبَنَى الْبَيْتَ، وَطَافَ بِهِ وَصَلَّى فِيهِ.
وَرُوِيَ عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلامُ نَزَلَ بِالْهِنْدِ، فَحَجَّ مِنَ الْهِنْدِ أَرْبَعِينَ حَجَّةً عَلَى رِجْلَيْهِ، فَقِيلَ لِمُجَاهِدٍ: هَلا كَانَ يَرْكَبُ؟ قَالَ: وَأَيُّ شَيْءٍ كَانَ يَحْمِلُهُ؟ وَفِي رِوَايَةٍ أُخْرَى، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: أُهْبِطَ آدَمُ عَلَيْهِ السَّلامُ إِلَى مَوْضِعِ الْبَيْتِ، ثُمَّ أُنْزِلَ عَلَيْهِ الْحَجَرُ وَهُوَ يَتَلألأُ مِنْ شِدَّةِ بَيَاضِهِ، فَضَمَّهُ أُنْسًا بِهِ، ثُمَّ قِيلَ لَهُ: تَخَطَّ فَإِذَا هُوَ بِالْهِنْدِ، فَمَكَثَ مَا شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ اسْتَوْحَشَ إِلَى الرُّكْنِ، فَقِيلَ لَهُ: احْجُجْ، فَحَجَّ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي مَنْصُورٍ، أَنْبَأنَا الْمُبَارَكُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، أَنْبَأنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحُسَيْنِ الْهَمْدَانِيُّ، أَنْبَأنَا الدَّارَقُطْنِيُّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ نَصْرِ بْنِ طَالِبٍ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute