بَابُ ذِكْرِ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلامُ
قَالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ: مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ الْحِجْرُ.
وَفِي سَبَبِ وُقُوفِهِ عَلَيْهِ قَوْلانِ: أَحَدُهُمَا: أَنَّهُ جَاءَ يَطْلُبُ ابْنَهُ إِسْمَاعِيلَ، فَلَمْ يَجِدْهُ، فَقَالَتْ لَهُ زَوْجَتُهُ: انْزِلْ، فَأَبَى.
فَقَالَتْ: فَدَعْنِي أَغْسِلُ رَأْسَكَ.
فَأَتَتْهُ بَحَجَرٍ، فَوَضَعَ رِجْلَهُ عَلَيْهِ وَهُوَ رَاكِبٌ، فَغَسَلَتْ شِقَّهُ ثُمَّ رَفَعَتْهُ وَقَدْ غَابَتْ رِجْلُهُ فِيهِ، فَوَضَعَتْهُ تَحْتَ الشِّقِّ الآخَرِ وَغَسَلَتْهُ، فَغَابَتْ رِجْلُهُ فِيهِ، فَجَعَلَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنَ الشَّعَائِرِ، وَهَذَا مَرْوِيٌّ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، وَابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ.
وَالْقَوْلُ الثَّانِي: أَنَّهُ قَامَ عَلَى ذَلِكَ الْحَجَرِ لِبِنَاءِ الْبَيْتِ، وَكَانَ إِسْمَاعِيلُ يُنَاوِلُهُ الْحِجَارَةَ، قَالَهُ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ.
وَفِي الصَّحِيحَيْنِ: مِنْ حَدِيثِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، أَنَّهُ قَالَ: " قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَوِ اتَّخَذْتَ مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى ".
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute