للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بَابُ ذِكْرِ حُدُودِ الْحَرَمِ

» وَأَوَّلُ مَنْ نَصَبَ حُدُودَ الْحَرَمِ إِبْرَاهِيمُ الْخَلِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ، ثُمَّ إِنَّ قُرَيْشًا قَلَعُوهَا فِي زَمَنِ نَبِيِّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاشْتَدَّ ذَلِكَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجَاءَهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ، فَقَالَ لَهُ: يَا مُحَمَّدُ، اشْتَدَّ عَلَيْكَ؟ قَالَ: نَعَمْ.

قَالَ: أَمَا إِنَّهُمْ سَيُعِيدُونهَا.

فَرَأَى رِجَالٌ مِنْهُمْ فِي الْمَنَامِ قَائِلا يَقُولُ: حَرَمٌ أَمَرَكُمُ اللَّهُ بِهِ نَزَعْتُمْ أَنْصَابَهُ، الآنَ تَخَطَّفَكُمُ الْعَرَبُ، فَأَصْبَحُوا يَتَحَدَّثُونَ بِذَلِكَ فِي مَجَالِسِهِمْ، فَأَعَادُوهَا، فَجَاءَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، قَدْ أَعَادُوهَا.

قَالَ: " أَفَأَصَابُوا يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ: مَا وَضَعُوا مِنْهَا نَصْبًا إِلا بِيَدِ مَلَكٍ ".

وَرَوَى الزُّهْرِيُّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، قَالَ: نَصَبَ إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلامُ أَنْصَابَ الْحَرَمِ يُرِيهِ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ، ثُمَّ لَمْ تُحَرَّكْ حَتَّى كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَبَعَثَ عَامَ الْفَتْحِ تَمِيمَ بْنَ أَسَدٍ الْخُزَاعِيَّ فَجَدَّدَهَا، ثُمَّ لَمْ تُحَرَّكْ حَتَّى كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَبَعَثَ أَرْبَعَةً مِنْ قُرَيْشٍ فَجَدَّدُوهَا: مَخْرَمَةَ بْنَ نَوْفَلٍ، وَسَعِيدَ بْنَ يَرْبُوعٍ، وَحُوَيْطِبَ بْنَ عَبْدِ الْعُزَّى، وَأَزْهَرَ بْنَ عَبْدِ عَوْفٍ.

ثُمَّ جَدَّدَهَا مُعَاوِيَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، ثُمَّ أَمَرَ عَبْدُ الْمَلِكِ بِتَجْدِيدِهَا.

فَصْلٌ

فَإِنْ قَالَ قَائِلٌ: مَا السَّبَبُ فِي أَنَّ بَعْضَ حُدُودِ الْحَرَمِ تَقْرُبُ مِنْ مَكَّةَ وَبَعْضُهَا تَبْعُدُ، وَلِمَ لَمْ تُجْعَلْ عَلَى قَانُونٍ وَاحِدٍ؟ فَعَنْهُ أَرْبَعَةُ أَجْوِبَةٍ:

<<  <   >  >>