أَبْوَابٌ فِيهَا نُبَذٌ مِمَّا كَانَ يَجْرِي لِلْعَرَبِ فِي أَيَّامِ الْمَوْسِمِ بِعُكَاظٍ وَغَيْرِهَا
بَابٌ خُطَبُ الْفُصَحَاءِ بِمَكَّةَ
خُطْبَةُ كَعْبِ بْنِ لُؤَيٍ بِعُكَاظٍ
رَوَى أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّ كَعْبَ بْنَ لُؤَيٍ، كَانَ يَقِفُ بِعُكَاظٍ فِي الْمَوْسِمِ مُتَوَكِّئًا عَلَى عَصًا، وَيَقُولُ: أَمَّا بَعْدُ، أَيُّهَا النَّاسُ، فَاسْمَعُوا وَافْهَمُوا وَتَعَلَّمُوا، اللَّيْلُ سَاجٍ، وَالنَّهَارُ وَهَّاجٌ، وَالأَرْضُ مِهَادٌ، وَالْجِبَالُ أَوْتَادٌ، وَالسَّمَاءُ بِنَاءٌ، وَالنُّجُومُ أَعْلامٌ، صِلُوا أَرْحَامَكُمْ، وَاحْفَظُوا أَصْهَارَكُمْ، وَثَمِّرُوا أَمْوَالَكُمْ، وَالدَّارُ أَمَامَكُمْ، وَالظَّنُّ عَيْنُ مَا تَقُولُونَ، زَيِّنُوا حَرَمَكُمْ، وَعَظِّمُوهُ، وَتَمَسَّكُوا بِهِ، فَسَيَأْتِي لَهُ نَبَأٌ عَظِيمٌ، وَسَيَخْرُجُ مِنْهُ نَبِيٌّ كَرِيمٌ، ثُمَّ يَقُولُ:
يَا لَيْتَنِي شَاهِدٌ نَجْوِي لِدَعْوَتِهِ ... خَيْرُ الْعَشِيرَةِ يَأْتِي الْحَقَّ خَذْلانَا
ثُمَّ يَقُولُ: لَوْ كُنْتُ يَوْمَئِذٍ ذَا سَمْعٍ وَذَا بَصَرٍ، لَتَنَصَّبْتُ فِيهَا تَنَصُّبَ الْجَمَلِ، وَلأَرْقَلْتُ إِرْقَالَ الْفَحْلِ فَرَحًا بِدَعْوَتِهِ.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute