للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بَابُ ذِكْرِ حَنِينِ الْإِبِلِ فِي السَّيْرِ وَخِطَابِ الْوَاجِدِينَ لَهَا وَلِحَادِيهَا وَالْإِخْبَارِ عَنْهَا وَالْقَسَمِ بِهَا

رَكِبَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ نَاقَةً فَأَسْرَعَتْ بِهِ، فَأَنْشَدَ:

كَأَنَّ رَاكِبَهَا غُصْنٌ بِمَرُوحةٍ ... إِذَا تَدَلَّتْ بِهِ أَوْ شَارِبٌ ثَمِلُ

وَقَالَ الْحَرْثُ بْنُ خَالِدٍ:

إِنِّي وَمَا نَحَرُوا غَدَاةَ مِنًى ... يَوْمَ الْجِمَارِ يَؤُودُهَا الْعَقْلُ

لَوْ بُدِّلَتْ أَعْلَى مَسَاكِنِهَا ... سَفْلا فَأَصْبَحَ سَفْلُهَا يَعْلُو

فَيَكَادُ يَعْرِفُهَا الْخَبِيرُ بِهَا ... فَيَرُدُّهُ الْأَقْوَادُ وَالْمَحَلُّ

لَعَرَفْتَ مَعْنَاهَا لِمَا احْتَمَلَتْ ... مِنِّي الضُّلُوعُ لِأَهْلِهَا قَبْلُ

وَقَالَ ابْنُ الدُّمَيْنَةِ:

أَمَا وَالرَّاقِصَاتُ بِذَاتِ عِرْقٍ ... وَمَنْ صَلَّى بِنَعْمَانِ الْأَرَاكِ

لَقَدْ أَضْمَرْتُ حُبَّكِ فِي فُؤَادِي ... وَمَا أَضْمَرْتُ حُبًّا مِنْ سِوَاكِ

وَلِلصِّمَّةِ الْقُشَيْرِيِّ:

وَحَنَّتْ قَلُوصِي آخِرَ الْلَيْلِ حَنَّةً ... فَيَا رَوْعَةَ مَا رَاعَ قَلْبِي حَنِينُهَا

فَقُلْتُ لَهَا: حِنِّي فَكُلُّ قَرِينَةٍ ... مُفَارِقُهَا لا بُدَّ يَوْمًا قَرِينُهَا

وَقُلْتُ لَهَا: حِنِّي رُوَيْدًا فَإِنَّنِي ... وَإِيَّاكِ يُخْفِي عَوْلَهُ سَفِينُهَا

وَلِإِبْرَاهِيمَ بْنِ صُورٍ الْكَاتِبِ:

بَاتَتْ تُشَوِّقُنِي بِرَجْعِ حَنِينِهَا ... وَأَزِيدُهَا شَوْقًا بِرَجْعِ حَنِينِي

نِضْوَيْنِ مُغْتَرِبَيْنِ بَيْنَ تِهَامَةَ ... طَوَيَا الضُّلُوعَ عَلَى هَوًى مَكْنُونِ

<<  <   >  >>