للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بَابُ فَضَائِلِ الْعَشْرِ

قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {وَالْفَجْرِ {١} وَلَيَالٍ} [الفجر: ١-٢] الْفَجْرُ: انْفِجَارُ الظُّلْمَةِ عَنِ الصُّبْحِ.

قَالَ الضَّحَّاكُ: فَجْرُ أَوَّلِ يَوْمٍ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ، وَقَالَ مُجَاهِدٌ، فَجْرُ يَوْمِ النَّحْرِ خَاصَّةً.

قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ، وَمُجَاهِدٌ، وَقَتَادَةُ: الْلَيَالِ الْعَشْرِ: هِيَ عَشْرُ ذِي الْحِجَّةِ.

وَقَوْلُهُ: {وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ} [الفجر: ٣] فِي كَسْرِ الْوَاوِ وَفَتْحِهَا لُغَتَانِ، فَالْكَسْرُ لِقُرَيْشٍ وَتَمِيمٍ وَأَسَدٍ، وَالْفَتْحُ لِأَهْلِ الْحِجَازِ، قَالَهُ الْفَرَّاءُ.

وَلِلمُفَسِّرِينَ فِي الْمُرَادِ بِالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ عِشْرُونَ قَوْلا: أَحَدُهَا: أَنَّ الشَّفْعَ: يَوْمُ عَرَفَةَ وَيَوْمُ الْأَضْحَى، وَالْوَتْرَ: لَيْلَةُ النَّحْرِ، رَوَاهُ أَبُو أَيُّوبَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

وَالثَّانِي: أَنَّ الشَّفْعَ: يَوْمُ النَّحْرِ، وَالْوَتْرَ يَوْمُ عَرَفَةَ، رَوَاهُ جَابِرٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

وَالثَّالِثُ: أَنَّ الشَّفْعَ وَالْوَتْرَ: الصَّلاةُ، مِنْهَا الشَّفْعُ، وَمِنْهَا الْوَتْرُ، رَوَاهُ عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

وَالرَّابِعُ: أَنَّ الشَّفْعَ: صَلاةُ الْغَدَاةِ، وَالْوَتْرَ: صَلاةُ الْمَغْرِبِ.

وَالْخَامِسُ: أَنَّ الشَّفْعَ: الْخَلْقُ كُلُّهُ، وَالْوَتْرَ: اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ.

وَالسَّادِسُ: أَنَّ الوَتْرَ: آدَمُ شُفِعَ بِزَوْجِهِ.

وَالْأَقْوَالُ الثَّلاثَةُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا.

وَالسَّابِعُ: أَنَّ الشَّفْعَ: يَوْمَانِ بَعْدَ النَّحْرِ، وَهُوَ النَّفْرُ الْأَوَّلُ، وَالْوَتْرَ: الْيَوْمُ الثَّالِثُ: وَهُوَ النَّفْرُ الْأَخِيرُ، قَالَهُ ابْنُ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا.

<<  <   >  >>