للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

! ٢٠٩ أَخْبَرَنَا أَبُو غَالِبٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْمَاوَرْدِيُّ، أَنْبَأنَا أَبُو عَلِيٍّ الْبُسْرِيُّ، أَنْبَأنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ التُّورَنِيُّ، أَنْبَأنَا أَبُو إِسْحَاقَ الْهُجَيْمِيُّ، أَنْبَأنَا مُحَمَّدُ بْنُ زَكَرِيَّا الْغَلابِيُّ، أَنْبَأنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: " خَرَجَ أَبُو نُوَاسٍ فِي أَيَّامِ الْعَشْرِ يُرِيدُ شِرَاءَ أُضْحِيَةٍ، فَلَمَّا صَارَ فِي الْمِرْبَدِ إِذَا هُوَ بِأَعْرَابِيٍّ قَدْ أَدْخَلَ شَاةً يَقْدُمُهَا كَبْشٌ، فَقَالَ: لأُجَرِّبَنَّ هَذَا الأَعْرَابِيَّ فَأَنْظُرُ مَا عِنْدَهُ، فَإِنِّي أَظُنُّهُ عَاقِلا، فَقَالَ أَبُو نُوَاسَ:

أَيَا صَاحِبَ الشَّاةِ الَّذِي قَدْ يَسُوقُهَا ... بِكَمْ ذَاكَ الْكَبْشُ الَّذِي قَدْ تَقَدَّمَا؟

فَقَالَ الأَعْرَابِيُّ:

أَبِيعُكَ إِنْ كُنْتَ مِمَّنْ يُرِيدُهُ ... وَلَمْ تَكُ مَزَّاحًا بِعِشْرِينَ دِرْهَمَا

فَقَالَ أَبُو نُوَاسٍ:

أَجَدْتَ رَعَاكَ اللَّهُ رَدَّ جَوَابِنَا ... فَأَحْسِنْ إِلَيْنَا إِنْ أَرَدْتَ التَّكَرُّمَا

فَقَالَ الأَعْرَابِيُّ:

أَحُطُّ مِنَ الْعِشْرِينَ خَمْسًا فَإِنَّنِي ... أَرَاكَ ظَرِيفًا فَاقْبِضْ مُسَلِّمَا

قَالَ: فَدَفَعَ إِلَيْهِ خَمْسَةَ عَشَرَ دِرْهَمًا، وَأَخَذَ كَبْشًا يُسَاوِي ثَلاثَينَ دِرْهَمًا "

<<  <   >  >>