للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

آدَمَ بَنَاهُ مِنْ خَمْسَةِ أَجْبُلٍ: مِنْ لُبْنَانَ، وَطُورِ سِينَا، وَطُورِ زِيتَا، وَالْجُودِيِّ، وَحِرَاءَ.

قَالَ عُثْمَانُ بْنُ سَاجٍ: حَدِيثُ إِنَّ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلامُ لَمَّا بَنَى الْبَيْتَ قَالَ: يَا رَبِّ إِنَّ لِكُلِّ عَامِلٍ أَجْرًا وَإِنَّ لِي أَجْرًا؟ قَالَ: نَعَمْ.

قَالَ: تَرُدَّنِي مِنْ حَيْثُ أَخْرَجْتَنِي.

قَالَ: ذَلِكَ لَكَ، وَمَنْ خَرَجَ إِلَى هَذَا الْبَيْتِ مِنْ ذُرِّيَّتِي يُقِرُّ عَلَى نَفْسِهِ بِمِثْلِ الَّذِي أَقْرَرْتُ بِهِ مِنْ ذُنُوبِي أَنْ تَغْفِرَ لَهُ، قَالَ: نَعَمْ ذَلِكَ لَكَ.

وَقَالَ وَهْبُ بْنُ مُنَبِّهٍ: لَمَّا رَفَعَ اللَّهُ الْخَيْمَةَ الَّتِي وَضَعَهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لآدَمَ عَلَيْهِ السَّلامُ مَكَانَ الْبَيْتِ، وَمَاتَ آدَمُ، بَنَى بَنُو آدَمَ مِنْ بَعْدِهِ بَيْتًا بِالطِّينِ وَالْحِجَارَةِ، فَلَمْ يَزَلْ مَعْمُورًا، يَعْمُرُونَهُ هُمْ وَمَنْ بَعْدَهُمْ، حَتَّى كَانَ زَمَنُ نُوحٍ عَلَيْهِ السَّلامُ فَنَسَفَهُ الْغَرَقُ.

وَقَالَ مُجَاهِدٌ: كَانَ مَوْضِعُ الْبَيْتِ بَعْدَ الْغَرَقِ أَكَمَةً حَمْرَاءَ، لا يَعْلُوهَا السَّيْلُ، وَكَانَ يَأْتِيهَا الْمَظْلُومُ، وَيَدْعُو عِنْدَهَا الْمَكْرُوبُ، فَقَلَّ مَنْ دَعَا عِنْدَهَا إِلا اسُتُجِيبَ لَهُ، وَكَانَ النَّاسُ يَحُجُّونَ إِلَى مَوْضِعِ الْبَيْتِ، حَتَّى بَوَّأَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مَكَانَهُ لإِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلامُ.

قَالَ أَهْلُ السِّيَرِ: لَمَّا وَلَدَ الْخَلِيلُ إِسْمَاعِيلَ، أَمَرَهُ اللَّهُ تَعَالَى بِبِنَاءِ هَذَا الْبَيْتِ، فَقَالَ: يَا رَبِّ بَيِّنْ لِي صِفَتَهُ، فَأَرْسَلَ اللَّهُ تَعَالَى سَحَابَةً عَلَى قَلْبِ الْكَعْبَةِ، فَسَارَتْ مَعَهُ حَتَّى قَدِمَ مَكَّةَ، فَوَقَفَتْ فِي مَوْضِعِ الْبَيْتِ، وَنُودِيَ: ابْنِ عَلَى ظِلِّهَا، لا تَزِدْ وَلا تَنْقُصْ، فَكَانَ يَبْنِي وَإِسْمَاعِيلُ يُنَاوِلُهُ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْهُ أَوْحَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَيْهِ: {وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ} [الحج: ٢٧] .

فَقَالَ: يَا رَبِّ،

<<  <   >  >>