للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وَبِهِ حَدَّثَنَا الْقُرَشِيُّ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَعْقُوبَ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ يُونُسَ، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى قَبْرٍ بِشِيرَازَ.

ذَهَبَ الأَحِبَّةُ بَعْدَ طُولِ تَوَدُّدٍ ... وَنَأَى المْزَارُ، فَأَسْلَمُوكَ وَأَقْشَعُوا

خَذَلُوكَ أَفْقَرَ مَا تَكُونُ لِغُرْبَةٍ ... لَمْ يُؤْنِسُوكَ، وَكُرْبَةً لَمْ يَدْفَعُوا

قَضَى الْقَضَاءُ وَصِرْتَ صَاحِبَ حُفْرَةٍ ... عَنْكَ الأَحِبَّةُ أَعْرَضُوا وَتَصَدَّعُوا

وَبِهِ حَدَّثَنِي الْقُرَشِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ بَعْضَ أَصْحَابِنَا، يَقُولُ: قَرَأَ عَلَى قَبْرٍ بِالْبَصْرَةِ.

لَئِنْ كُنْتَ لَهْوًا لَلْعُيُونِ وَقُرَّةً ... لَقَدْ صِرْتَ سُقْمًا لَلْقُلُوبِ الصَّحَائِحِ

وَهَوَّنَ وَجْدِي أَنَّ يَوْمَكَ مُدْرِكِي ... وَأَنِّي غَدًا مِنْ أَهْلِ تِلْكَ الضَّرَائِحِ

وَبِهِ حَدَّثَنِي الْقُرَشِيُّ، حَدَّثَنِي أَبُو الْحَسَنِ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، أَنَّهُ قَرَأَ عَلَى حَائِطِ مَقْبُرَةٍ مَكْتُوبٌ:

يَا أَيُّهَا الْوَاقِفُ بِالْقُبُورِ ... بَيْنَ أُنَاسٍ غُيَّبٍ حُضُورِ

قَدْ سَكَنُوا فِي خِرَبٍ مَهْجُورِ ... بَيْنَ الثَّرَى وَجَنْدَلِ الصُّخُورِ

لا تَكُ عَنْ حَظِّكَ فِي غُرُورِ

قَالَ الْقُرُشِيُّ: وَكَانَ عَلَى قَبْرٍ مَكْتُوبٌ:

سَلَبَ الْمَوْتُ مُهْجَتِي وَشَبَابِي ... وَجَفَانِي فِي غُرْبَتِي أَحْبَابِي

بَعْدَ مُلْكٍ وَظِلٍّ عَجِيبِ ... صِرْتُ رَهْنًا لِجَنْدلٍ وَتُرَابِ

وَقُرِئَ عَلَى قَبْرٍ مَكْتُوبٌ:

عِشْتُ دَهْرًا فِي نَعِيمٍ ... وَسُرُورٍ وَاغْتِبَاطِ

ثُمَّ صَارَ الْقَبْرُ بَيْتِي ... وَثَرَى الأَرْضِ بِسَاطِي

وَبِهِ حَدَّثَنَا الْقُرَشِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو جَعْفَرٍ الْقُرَشِيُّ، قَالَ: خَرَجَ رَجُلٌ إِلَى مَقَابِرِ الْبَصْرَةِ فَبَيْنَمَا هُوَ يَتَخَطَّاهَا إِذْ بَصُرَ بِقَبْرٍ عَلَيْهِ مَكْتُوبٌ:

<<  <   >  >>