وقال: (فَآتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الْآخِرَةِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (١٤٨) .
كما قالَ عن إبراهيمَ عليه السلام:
(وَآتَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ (١٢٢) .
ومثلُ هذا كثيرٌ في القرآنِ.
فما في الطاعةِ من اللذةِ والسرورِ والابتهاج والطمأنينةِ وقرة العينِ.
أمر ثابتٌ بالنصوصِ المستفيضة وهو مشهودٌ محسوسٌ يدركُهُ بالذوقِ والوجدِ مَنْ حصلَ له ولا يمكنُ التعبيرُ بالكلامِ عن حقيقتِهِ، والآثارُ عن السلفِ والمشايخ العارفينَ في هذا البابِ كثيرةٌ موجودةٌ حتَّى كان بعضُ السلفِ يقولُ: لو يعلمُ الملوكُ وأبناءُ الملوكِ ما نحنُ فيه لجالدُونا عليه بالسيوفِ ".
وقال آخرُ: "لو علِموا ما نحن فيه لقتلُونا ودخلوا فيه ".
وقال أبو سليمانَ: "أهلُ الليلِ في ليلهم ألذ من أهلِ اللهو في لهوهِم.
ولولا الليلُ ما أحببتُ البقاءَ في الدُّنيا".
وقال: "إنه ليمرُّ على القلبِ أوقاتٌ يضحكُ فيها ضحِكًا".
وقال ابنُ المباركِ وغيرُهُ: "مساكينُ أهلِ الدنيا خرجُوا منها ولم يذوقوا
أطيبَ ما فيها، قيل: ما أطيب ما فيها؟
قال: معرفةُ اللَّهِ ".
وقال آخرُ: "أوجدني اللَّه قلبًا طيبًا حتى قلتُ: إن كان أهلُ الجنةِ في مثلِ
هذا فإنَّهم في عيشٍ طيب ".
وقال مالكُ بنُ دينار: "ما تنعمَ المتنعمونَ بمثلِ ذكرِ اللَّهِ ".
وهذا بابٌ واسعٌ جدًّا، والمعاصي تقطعُ هذه الموادَّ، وتغلقُ أبوابَ هذه الجنةِ
المعجلةِ، وتفتحُ أبوابَ الجحيم العاجلةِ من الهمِّ والغمِّ، والضيقِ والحزنِ