القصدِ عندَ الجدةِ، يعني أفضلَ ما اقتصدَ الرجلُ في لباسِهِ مع قدرتِهِ
ووجدانهِ.
وفي "سنن أبِي داودَ" وغيرِه عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - أنَّه قالَ: "البذاذةُ من الإيمانُ "
يعني: التقشفَ. وفي الترمذي عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -
"من تركَ اللباسَ تواضعًا للَّهِ عز وجل وهو يقدرُ عليه دعاهُ اللَّهُ يومَ القيامةِ حتَّى يخيرهُ من أيِّ حُللِ الجنةِ شاء يلبسُهَا"
وخرَّجهُ أبو داود من وجهٍ آخرَ ولفظه:
"من تركَ ثوبَ جمالٍ وهو يقدرُ عليه - أحسبهُ قالَ: تواضعاً - كساهُ اللَهُ حلَّة الكرامةِ".
وإنَّما يذمّ من تركَ اللباسَ مع قدرتِهِ عليهِ بخلاً على نفسه أو كتمانًا لنعمةِ
اللَّهِ عز وجل وفي هذا جاءَ الحديثُ المشهورُ:
"إن اللهَ إذا أنعم على عبدٍ أحبَّ أن يرَى أثرَ نعمتِهِ على عبدِهِ "
ومن لبسَ لباسًا حسنًا إظهارًا لنعمةِ اللَّهِ ولم يفعلْهُ اختيالاً كانَ حسنًا.
وكان كثيرٌ من الصحابةِ والتابعينَ يلبسونَ لباسًا حسنًا، منهم: ابنُ عباس.
والحسنُ البصريّ، وقد صحَّ عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - أنَه سُئِلَ عن الرجلِ يحبُّ أن يكونَ لباسهُ حسنًا ونعلُه حسنًا، قالَ:
"ليس ذلك بالكبر، إنما الكبر بطر الحق وغمط الناس "
يعني التكبرَ عن قبولِ الحقِّ والانقيادِ لهُ واحتقارَ الناسِ
وازدراءهمُ فهذا هُوَ الكبرُ وأمَّا مجردُ اللباسِ الحسنِ الخالي عن الخيلاءِ فليسَ