للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

فالمشهور الذي عليه أكثر الأئمة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- دُفن ليلاً، كما دلَّ عليه جملة من الأحاديث والآثار، منها حديث عائشة -رضي الله عنها-، قالت: «توفي النبي -صلى الله عليه وسلم- يوم الاثنين، ودُفن ليلة الأربعاء» (١).

قال الحافظ ابن كثير: «وهو الذي نصَّ عليه غير واحد من الأئمة سَلَفاً وخَلَفاً» (٢).

فكان الأولى بالنووي رحمه الله ألا يهْمل هذا الدليل إلى جانب بقيَّة ما ذكره من الأدلة، والله تعالى أعلم.

٥٠ ـ ردّه تفسيراً قوياً لحديث «أسرعوا بالجنازة» وتعقُّب الأئمة له:

ذكر النووي -رحمه الله- حديث: «أسرعوا بالجنازة .. » (٣)، ثم جزم بأن المراد بالإسراع: المشي بالجنازة إلى قبرها، وردّ على من فسره بالإسراع بتجهيزها، وقال إنه: «قول باطلٌ مردودٌ» (٤).


(١) أخرجه أحمد في «مسنده» (٤١/ ٣٠٠)، من طريق محمد بن إسحاق، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عائشة به، وإسناده حسن، محمد بن إسحاق وإن كان مدلساً إلا أنه قد صرح بالتحديث في بعض طرق الحديث، كما أشار إلى ذلك الشيخ شعيب الأرنؤوط في تعليقه على المسند (٤١/ ٣٠٠).
(٢) «البداية والنهاية» لابن كثير (٨/ ١٤٩).
(٣) «صحيح مسلم»، من رواية أبي هريرة -رضي الله عنه-، كتاب الجنائز، باب الإسراع بالجنازة (٢/ ٦٥١)، (حديث: ٩٤٤).
(٤) «شرح النووي على صحيح مسلم» (٧/ ١٣).

<<  <   >  >>