للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

فقال النووي معلقاً: «وأما يزيد بن أبي زياد فيقال فيه أيضاً يزيد بن زياد وهو قرشي دمشقي، قال الحفاظ: هو ضعيف … » (١).

وهذا وهمٌ من النووي رحمه الله، فإن الدمشقي هذا راوٍ آخر مختلف، ليس هو المذكور في كلام الإمام مسلم، فالمذكور في كلام الإمام مسلم كوفي وليس دمشقياً.

وقد نبَّه على وهم النووي هذا الحافظُ ابن حجر فقال: «وأغرب النووي فذكر في مقدِّمة شرح مسلم ترجمة يزيد بن أبي زياد، وابن أبي زياد الدمشقي المذكورة قبل هذه الترجمة، وزعم أنه مُراد مسلم بقوله يزيد بن أبي زياد، وفيه نظر لا يخفى» (٢).

٤٩ ـ إغفاله دليلاً قوياً في جواز الدَّفن ليلاً:

قال النووي ـ رحمه الله ـ: «اختلف العلماء في الدَّفن في الليل، فكرهه الحسن البصري إلا لضرورة … وقال جماهير العلماء من السَّلَف والخَلَف لا يكره، واستدلوا بأن أبا بكر الصديق -رضي الله عنه- وجماعة من السَّلَف دُفنوا ليلاً من غير إنكار … » (٣).

«قال الباحث»: هذا استدلال قوي، لكن ثمة ما هو أقوى منه، وهو دفنه -صلى الله عليه وسلم- ليلاً من غير إنكار.


(١) «شرح النووي على صحيح مسلم» (١/ ٥١).
(٢) «تهذيب التهذيب» (١١/ ٣٣١).
(٣) «شرح النووي على صحيح مسلم» (٧/ ١١).

<<  <   >  >>