للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الآخر فقال: يا رسول الله، إنه قد زنى، فأمر به في الرابعة فأخرج إلى الحرة١، فرجم بالحجارة، فلما وجد مس الحجارة فر، يشتد، حتى مر برجل معه لحي٢ جمل فضربه به، وضربه الناس حتى مات، فذكروا ذلك لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه فر حين وجد مس الحجارة ومس الموت، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "هلا تركتموه"، رواه أحمد، وابن ماجه، والترمذي وقال: إنه حديث حسن.

وفي رواية رواها أبو داود: فقال -صلى الله عليه وسلم: "هلا تركتموه لعله أن يتوب فيتوب الله عليه" ٣.

قال ابن عبد البر: هذا أوضح دليل على أنه يقبل رجوعه٤.

ثانيا: ثبت أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عرض لماعز -عندما جاءه معترفا بالزنا- بالرجوع بقوله: "لعلك قبلت، أو غمزت، أو نظرت" فلو لم يسقط به الحد لما كان له معنى٥.

ثالثا: الرجوع عن الإقرار مثل الإقرار الأول، كل منهما خبر يحتمل الصدق والكذب، وهو نفسه مصدر لخبرين، ولا يوجد مرجح يرجح الأخذ


١ الحرة -بفتح الحاء- أرض ذات حجارة سود.
٢ اللحى -بفتح اللام وسكون الحاء- عظم الحنك، وهو الذي عليه الأسنان.
٣ نيل الأوطار، ج٧، ص٢٦٩.
٤ مغني المحتاج، ج٤، ص١٥٠.
٥ نيل الأوطار للشوكاني، ج٧، ص٢٦٨، والمغني لابن قدامة، ص٨، ص١٩٧، ونصب الراية للزيلعي، ج٣، ص١٦٧، وحاشية ابن عابدين، ج٤، ص١٠، وبدائع الصنائع، ج٧، ص٢٣٢، ٢٣٣.

<<  <   >  >>