للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والجراحات التي تحدث بينهم.

وكذلك يرى ما يراه مالك ابن أبي ليلى، وبعض التابعين، وفي كتب الإمامية ما يفيد قبول شهادة الصبيان في القتل, وأنه تقبل شهادتهم بينهم ما لم يتفرقوا أو يرجعوا إلى أهلهم.

ولم يستند رأي الإمام مالك إلا على ما روي عن ابن الزبير، قال الشافعي: فإذا احتج محتج بهذا قيل له: إن ابن عباس قد ردها، والقرآن يدل على بطلانها١.

وظاهر من قول الشافعي -رضي الله عنه- أنه إذا كان قد روي عن ابن الزبير ما يفيد رأي مالك فإنه قد روي عن صاحبي آخر ما يرد شهادة الصبيان، ويشير الشافعي بقوله: والقرآن يدل على بطلانها إلى قوله تبارك وتعالى: {وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ} فالصبيان ليسوا من رجالنا.

اشترط المالكية في قبول شهادة الصبيان عدة شروط:

اشترط المالكية في كتبهم عدة شروط لقبول شهادة الصبيان بعضهم على بعض في القتل والجراحات، وإليك بيانا لهذه الشروط:

١- حرية الشاهد، فلا يصح شهادة الصبي إذا كان عبدا.

٢- الإسلام.


١ بداية المجتهد، لابن رشد "الحفيد"، ج٢، ص٥٠٢، وحاشية الباجوري على شرح ابن قاسم، ج٢، ص٣٥٠، والمغني ج١١، ص٤١٦، ووسائل الشيعة للحر العاملي، ج١٨، ص٢٥٢.

<<  <   >  >>