أنهم إن سلكوا سبيلهم سيصلون حتما إلى تلك النهاية الخاسرة والعاقبة الأليمة، وبالتالي ربما حملهم كلّ ذلك على قبول الحقّ والإذعان إليه. وعلى سبيل المثال:
* اقرأ ما جاء في سورة القمر من تلك القصص السريعة المتتالية التي تكشف:
عن جبروت الله تعالى وبالغ قدرته وشدّة انتقامه، وما أنزله بكلّ أمة باغية من أنواع الدمار والهلاك، ثم انظر إلى ما جاء عقبها من التنبيه والتحذير بقوله تعالى:
* واقرأ أيضا ما جاء في سورة هود والعنكبوت وغيرها من السور التي ذكر فيها عاقبة المستكبرين والمكذبين، ثم انظر إلى هذا القرار العادل الذي يلفت الانتباه إلى مصير كل من تنكّب الطريق: فَكُلًّا أَخَذْنا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنا عَلَيْهِ حاصِباً وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنا وَما كانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ [العنكبوت: ٤٠]
د- تثبيت النبيّ صلّى الله عليه وسلّم في مجال الدعوة وبث الطمأنينة في نفوس المؤمنين:
ولعل هذا الغرض من أهم أغراض القصّة القرآنية، وتحقيقا له فقد ورد كثير من قصص الأنبياء مع أقوامهم مجتمعة تارة، ومنفردة أخرى، ويتكرّر فيها العرض أحيانا. واقرأ في ذلك ما جاء في سورة هود والعنكبوت، ففي كل منهما بيان وجلاء لهذا الغرض من ناحيتين:
١ - بيان أن طريقة الأنبياء جميعا في الدعوة إلى الله تعالى واحدة، تتجلّى في إشفاقهم على أقوامهم وصبرهم على أذاهم، إلى جانب تشابه مواقف أولئك الأقوام في إعراضهم وسوء استقبالهم لأنبيائهم.
٢ - بيان أن الله عزّ وجلّ ينصر أنبياءه ومن تبعهم في النهاية، مهما نزل بهم