«الأسماء الحسنى»: الفضلى، لدلالتها على الكمال والجلال، والتعظيم والتقديس.
[٢ - المعنى الإجمالي]
إن الذي أنزل عليك هذا القرآن المركّب من هذين الحرفين (طه) وأمثالهما، والذي عجز قومك عن الإتيان بسورة من مثله، ما أنزله عليك يا محمد لتتعب وتنصب، في التحسّر على عناد المشركين بمكة، أو في المبالغة بالقيام للعبادة والتهجد، وإنما أنزلناه ليكون تذكيرا لمن يخاف الله تعالى، فيقبل على طاعته وعبادته، متحملا التضحيات في سبيل إيمانه، وهو كتاب منزل، يتنزل من عند إله خالق للأرضين والسموات، رحمن الدنيا والآخرة، استوى على عرشه استواء يليق بجنابه العظيم، ومالك ما في السموات والأرض ومدبرهم، العليم بالسر والجهر، لا إله في الوجود غيره، ولا معبود بحق سواه، له الأسماء الفضلى التي يعرفه العباد بها، ويعبدونه حق العبادة.
[٣ - الأحكام والتوجيهات المستفادة]
أ- الأحكام:
١ - القرآن سبب السعادة ورفع المشقة: لم ينزله الله تعالى للنّصب والشقاء وإنما رحمة وتيسيرا في الدنيا، ونورا ودليلا إلى الجنة في الآخرة، وقد أوضح الإمام ابن جزي الكلبي في تفسيره هذا المعنى، فقال:«قيل إن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم قام في الصلاة حتى تورّمت قدماه، فنزلت الآية تخفيفا عنه، فالشقاء على هذا إفراط التعب في العبادة، وقيل: المراد به التأسف على كفر الكفّار، واللفظ عام في ذلك كله، والمعنى أنه سبحانه نفى عنه جميع أنواع الشقاء في الدنيا والآخرة، لأنه أنزل عليه القرآن الذي هو سبب السعادة»«١».