هو أبو القاسم محمود بن محمد الزمخشري الخوارزمي، ولد بزمخشر سنة (٤٦٧ هـ)، رحل في طلب العلم إلى بخارى، وقدم بغداد، فسمع من أبي الخطاب بن البطر، وشيخ الإسلام أبي منصور الحارثي، وجماعة.
كان واسع العلم، كثير الفضل، غاية في الذكاء، وجودة القريحة، متفننا في كل علم، معتزليا قويا في مذهبه، مجاهرا به، وداعية إليه، حنفيا، علّامة في الأدب والنحو، كان مقطوع إحدى رجليه، وقد ذكر هو سبب ذلك، قال:
كنت في صباي أمسكت عصفورا وربطته بخيط في رجله، فأفلت من يدي فأدركته وقد دخل في خرق فجذبته فانقطعت رجله في الخيط، فتألّمت والدتي لذلك، وقالت: قطع الله رجلك كما قطعت رجله، فلمّا وصلت إلى سنّ الطلب رحلت إلى بخارى لطلب العلم، فسقطت عن الدابّة فانكسرت رجلي، وعملت عليّ عملا أوجب قطعها. وقيل: إنها سقطت من برد شديد أصابه في بعض أسفاره ببعض بلاد خوارزم.
أقام بمكة سنين وفيها أتمّ تفسيره الكشّاف، فلقّب جار الله تعالى، لجواره بيت الله الحرام.
(١) انظر ترجمته في وفيات الأعيان (٢/ ٥٠٩ - ٥١٣) وشذرات الذهب (٤/ ١٢١).