عنهم من العدد، ونقص من الصبر بقدر ما خفّف عنهم. فالثبات أمام أكثر من اثنين رخصة، وأمام اثنين هو العزيمة المحكمة التي استقر عليها الحكم، وهذا ما يفيده كلام مالك رحمه الله عند ما سئل عن الرجل يلقى عشرة؟ قال: واسع له أن ينصرف إلى معسكره إن لم تكن له قوة على قتالهم.
قال ابن العربي: وهذا دليل على أنه يجوز له أن يثبت معهم «١».
ب- التوجيهات المستفادة:
١ - أهمية الصبر في ساحات الجهاد واكتساب النصر.
٢ - لا عبرة بالكثرة العددية في ميدان الحرب والنزال، بل العبرة بالقوة المعنوية، والإعداد المسبق، والأخذ بجميع الوسائل والأسباب.
٣ - أهمية التوكل على الله تعالى وطلب النصر بعد إعداد العدد والعدد.
٤ - الكفّار لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر، ولا يتخذون الأسباب الكاملة المؤدية للنصر، فلا يحصدون إلا الخذلان والخيبة في الدنيا والآخرة.
[٤ - علوم القرآن الكريم في الآيات]
[١ - الآيات مدنية،]
لأنها من سورة الأنفال، وهي مدنية باتفاق، كما أن فيها الحديث واضحا عن الجهاد وأحكامه عامة، وعن غزوة بدر وما وقع قبلها وبعدها من مقدمات ونتائج، فضلا عما جرى أثناءها، وكل ذلك وقع بعد الهجرة باتفاق.
[٢ - أسباب النزول]
روى البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: لما نزلت إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ شقّ ذلك على المسلمين حين فرض عليهم ألا