وقد رويت أقواله في بيان القرآن وتفسيره بطرق عديدة أشهرها طريقان:
أ- طريق أبي جعفر الرازي، عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية، عن أبيّ رضي الله تعالى عنهم. وهذه طريق صحيحة، وقد ورد عن أبيّ نسخة كبيرة في التفسير، يرويها أبو جعفر الرازي بهذا الإسناد إلى أبيّ، وقد أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم منها كثيرا، وأخرج الحاكم منها أيضا في مستدركه، والإمام أحمد في مسنده.
ب- طريق وكيع عن سفيان، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن الطفيل بن أبيّ بن كعب، عن أبيه، وهذه يخرج منها الإمام أحمد في مسنده، وهي على شرط الحسن.
[٥ - وفاته]
روى ابن سعد بسنده إلى عتيّ بن ضمرة السعدي قال: قدمت المدينة في يوم ريح وغبرة، وإذا الناس يموج بعضهم في بعض، فقلت: ما لي أرى الناس يموج بعضهم في
بعض؟ فقالوا: أما أنت من أهل هذا البلد؟ قلت: لا، قالوا: مات اليوم سيّد المسلمين أبيّ بن كعب.
وكان ذلك في خلافة عمر رضي الله تعالى عنه، وقد رجّح ابن سعد في طبقاته أنه كان في خلافة عثمان رضي الله تعالى عنه سنة ست وثلاثين من هجرة من له العزة والشرف صلّى الله عليه وسلّم، ودفن بالبقيع رحمه الله تعالى ورضي عنه.
[ثانيا: أشهر المفسرين من التابعين رحمهم الله تعالى]
اشتهر عدد كبير من التابعين بتفسير القرآن الكريم في المدينة المنورة، ومكة المكرمة والعراق.
فمن كان منهم بالمدينة المنورة يعدّون تلامذة أبيّ بن كعب رضي الله عنه،