الحارث بن هشام، رضي الله عنهم، وعهد إليهم بكتابة المصاحف.
وفور اتّخاذ القرار وتعيين اللجنة التي كلّفت بالعمل، أرسل رضي الله عنه إلى حفصة رضي الله عنها يطلب منها أن ترسل إليه بالصحف التي كانت عندها، والتي جمعت على عهد أبي بكر رضي الله عنه، لتكون هي العمدة والمرجع في استنساخ كتاب الله تعالى، إذ إنها جمعت وكتبت على النهج الذي كتب به القرآن بين يدي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.
ولقد لبّت حفصة رضي الله عنها الطلب، طاعة لأمير المؤمنين، ومشاركة في خدمة كتاب الله تعالى التي لا تدانيها خدمة، فأرسلت بالصّحف، واستلمتها اللجنة الرباعية الموقرة، وبقيت عندها الإمام والمرشد، حتى إذا انتهت من عملها، أعيدت الصحف إلى صاحبة الحق فيها، وبقيت عندها حتى توفيت، رضي الله عنها وأرضاها.
[٢ - منهج اللجنة في كتابة النسخ وقيمة هذا المنهج]
لقد اتبعت اللجنة الرباعية منهجا يعتمد الأسس التالية:
١ - أن الصحف التي كتبت على عهد أبي بكر رضي الله عنه، والتي قام بكتابتها زيد بن ثابت رضي الله عنه- رئيس اللجنة الرباعية- هي المرجع والأساس في استنساخ هذه المصاحف. وبهذا يعلم أن هذه المصاحف، بترتيبها ورسمها، إنما كانت على النهج الذي كتب به القرآن على عهد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، كما قطع به كافة العلماء والباحثين، لأن زيدا رضي الله عنه كان أشهر الصحابة ضبطا للقرآن وحفظا.
٢ - أن المعتمد في الكتابة والرسم، حال اختلاف أعضاء اللجنة، إنما هو طريقة قريش في كتابتها ورسمها، لأن القرآن نزل بلغتها ولهجتها، ويفهم هذا من قول عثمان رضي الله عنه للرهط الثلاثة القرشيين: إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في