للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ولد والرسول صلّى الله عليه وسلّم وأصحابه محاصرون في شعب أبي طالب، ويعرف اليوم باسم العنزة، فأتي به رسول الله فحنّكه بريقه، وذلك قبل الهجرة بثلاث سنين.

لازم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لقرابته منه، ولأن ميمونة خالته زوج رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فكان يبيت عندها حين يبيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عندها، فإذا قام من الليل قام ابن عباس يهيئ له وضوءه ويصلي خلفه،

ولقد دعا له رسول الله صلّى الله عليه وسلّم- بعد أن مسح على رأسه- بقوله: «اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل» «١».

روى البغوي بسنده إلى ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: أنه وقع في عينيه الماء، فقال له الطبيب: ننزع من عينيك الماء على ألّا تصلي سبعة أيام، فقال:

لا، إنه من ترك الصلاة وهو يقدر عليها لقي الله وهو عليه غضبان. وقال رضي الله تعالى عنه حين عمي:

إن يأخذ الله من عينيّ نورهما ... ففي لساني وسمعي منهما نور

قلبي ذكي وعقلي غير ذي دخل ... وفي فمي صارم كالسيف مأثور «٢»

[٢ - علمه]

كان ابن عباس رضي الله تعالى عنهما يلقّب بالحبر والبحر، لكثرة علمه وتبحّره فيه، وكان على درجة عظيمة من الاجتهاد والمعرفة والرئاسة والفتوى، وكان عمر رضي الله تعالى عنه يحضره مجالسه مع كبار الصحابة رضوان الله عليهم، ويدنيه منه، وكان يقول له: إنك لأصبح فتياننا وجها، وأحسنهم خلقا، وأفقههم في كتاب الله تعالى.

وقال عبد الله بن عمر فيه: ابن عباس أعلم أمة محمد بما أنزل على محمد.


(١) رواه أحمد في المسند (١/ ٢٦٦) وابن سعد في الطبقات الكبرى (٢/ ٣٦٥).
(٢) سير أعلام النبلاء (٣/ ٢٥٧).

<<  <   >  >>