للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٢ - كان القرآن الكريم ينزل وفيه إجمال أحيانا فيفسره النبيّ صلّى الله عليه وسلّم بما أوحي إليه من البيان. قال الله تعالى: وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ [النساء: ٧٧] لقد تكرر ذكر الصلاة في القرآن الكريم أكثر من سبعين مرة، ومع ذلك التكرار لا يكتمل عدد الصلوات المفروضة وركعاتها فضلا عن كيفية أدائها، فجاء بيان الرسول صلّى الله عليه وسلّم موضحا عدد الصلوات المفروضة وركعاتها وكيفية أدائها، فقد صلّى أمام الصحابة يوما ثم

قال لهم: «صلوا كما رأيتموني أصلي» «١».

وقال الله تعالى: يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ [النساء:

١١] الآية عامة في كل أب له أولاد يموت فيترك لهم مالا، فإن الأولاد يقتسمون إرثهم من أبيهم للذكر مثل نصيب أختيه. وجاءت السّنة تخصص من عموم هذه الآية الأنبياء؛ فلا يحق لهم جمع المال وإخلافه أهليهم، خشية التهمة في دعواتهم أنها لجمع حطام الدنيا معاذ الله، وبيانا لكونهم ربّانيين، حياتهم لله تعالى.

قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «نحن معاشر الأنبياء لا نورث ما تركناه صدقة» «٢».

وقد بيّن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كل ما احتاج أصحابه إلى بيانه من القرآن الكريم، سوى ما استأثر الله تعالى بعلمه. وقد نزل القرآن بلغتهم، فما كانوا يحتاجون إلى كثير بيان عند كل آية وسورة، اللهم إلا ما يكون فيها من الأحكام.

وبيان السنة الشريفة للقرآن الكريم هو ثاني طرق التفسير، ونماذجه كثيرة في كتاب الله تعالى.

٣ - وحين دخل الناس في دين الله أفواجا آخر حياة الرسول صلّى الله عليه وسلّم وبعدها، وفي هؤلاء الداخلين عرب وعجم، علماء ببيان العرب وغير علماء به، وحاجتهم ظاهرة


(١) رواه مسلم في المساجد (٦٧٢) عن مالك بن الحويرث رضي الله عنه.
(٢)
رواه النسائي في الكبرى (٦٣٠٩) ولفظه «إنا معشر الأنبياء لا نورث ما تركنا فهو صدقة» عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه.

<<  <   >  >>