للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يقول المناظر: إن الفلسفة الإسلامية روحها يونانية ومتعلقها يوناني، لأن الفارابي وابن سينا وسواهما علقوا إرادة الخالق بقوانين الكون، ونرى أن فلسفة المفكرين ليست إسلامية ولا مسيحية.

إن المناظر يجد قصورا في عدم مجاراة العرب لليونان في آدابهم التي جعلت على قولي في رحاب الموضوعية خارجة عن رحاب الذات، ويذهب إلى القول بأن التحليل ليس من مكنة الذهنية العربية.

لا يا مناظري، إن الأديب العربي قد استوعب في ذهنيته كل ما جال في خاطره وفي الآفاق حوله.

إن الآداب صورة لثقافة الشعب وحياته، وقد أخذ أجدادنا العلوم عن اليونان لأن العلم مشاع كما سلمت، فهل كان حضارتنا الأدبية يونانية لتكون آدابه يونانية.

٦- بين الشرق والغرب، فيلكس فارس ١:

إن حضارة الأقوام التي ترغب إلينا أن نقتبسها إنما بنيت في تاريخها القديم كما بنيت في تاريخها الحديث على الاعتقاد بحياة أخرى.

أما حضارة أوربا الحديثة فقد قامت على ما نعلم بتعاليم عيسى وإذا كان قد بقي فيها شيء من الرحمة فهي من آثار موعظة هذا الناصري على جبل من جبال الشرق. وإذا كان قد هب فيها بعد انتصار شار مارثل من دعوا إلى إصلاح المسيحية فما كان صوت هؤلاء المصلحين إلا صدى للصوت الذي دوى في صحراء العرب منذ ثلاثة عشر قرنا.

إن الدكتور أدهم يريد أن يميز بين عقلية الشرقي وعقلية الغربي فيقول


١ العدة ٦٢٤ من الرسالة سنة ١٩٣٨.

<<  <   >  >>