"لأشاغيل طرآنية صرفتني في الأسبوعين الغابرين عن مطالعة الصحف
في مواعيدها فإنني أن أمتع النفس بتلاوة المقال القيم الذي دبجه البلاغ ببراعة أستاذي العلامة المحقق شيخ العروبة تحت عنوان "الصواب أنها مدينة لا ريدة" جريا مع منطوقها الفرنجي.
وقد استطرد البحث بشيخ العروبة في ذلك التصويب المكتنز بالفوائد التاريخية والجغرافية إلى ذكر مدينة طرطوشة الأندلسية.
رد أحمد زكي باشا:
أتقدم إلى الأستاذ مسعود برجاء مربع وقد أطمع في كرمه أن ينعم علي وعلى نفسه بحاجة خامسة, ولعله يتفضل ببناء هذه الأركان الخمسة لمصلحة الأدب ولفائدة العلم، فيحقق أملي القديم فيه بأن يعود "كما كان" مثالا للشبيبة الجامحة وللكاتبين المستهترين في المحافظة على الكرامة وفي تأدية واجب الأمانة.
أولا: أن يرجع -كما فعل أمس وأمس فقط- إلى عفاف القول واجتناب النكتة الباردة, أو غير الصادقة فأسدل حجاب النسيان على ما طغى به قلمه قبل اليوم بسبعة أشهر.
ثانيًا: أن لا يكتفي في المستقبل بالرجوع إلى مصدر واحد أو إلى قول واحد في كتاب واحد, بل يقارن ما ينقله هو عن الإفرنج بما نقلوه هم عن العرب فيما يتعلق بعلوم العرب وبلاد العرب أو البقاع التي كانت للعرب، إذن يكون في أمان من الغلط ومن السقط في الشطط.
ثالثا: أن يشاركني في فضيلة الرجوع إلى الحق "بلا مواربة ولا مداورة" ليكون قدوة صالحة للناشئة الطيبة.