هذه واحدة من معارك الفكر بين التجديد والانحراف، في فترة غلبت فيها نزعة "التغريب" واتخذت سبلا غاية في الدقة واللباقة لتصل إلى إذاعة الآراء المنحرفة. فلقد كان الكتاب يتناولون موضوعات خطيرة بأسلوب غاية في النقاء والاعتدال ثم إذا بهم يزجون بين أحشاء هذه الأبحاث عبارات قليلة لها بريق ومظهر واجتمال وآخر ليثيروا البلبلة وكانت كل عناصر "التغريب" تكمن في إذاعة الآراء حول بعث فرعونية مصر وأصلها المسيحي السابق للإسلام، ومهاجمة الأزهر وعلماء الأزهر باسم مهاجمة الكنائس والمساجد معها، ومهاجمة الإسلام باسم مهاجمة الأديان جميعها. وإذاعة آراء "فرويد" لأنه يدعو إلى فرض الرأي الذي يقول بأن الجنس هو الدافع الأول للحياة ومقاومة الدعوة إلى القومية العربية بإذاعة آراء الإقليمية والتجزئة.
ولقد وقف الدكتور زكي مبارك من صديقه الدكتور زكي أبو شادي موقفا حاسما وعاه أبو شادي فتكلم عن حرية الفكر ونقل أصول كلماته المسمومة التي دسها في مقالاته وفصوله ليبين أنها جرت مجرى السياق وأنها لم تكن تستهدف غرضا معينا.
وهذه هي المعركة:
١- الدكتور زكي مبارك:
قرأت مقال الدكتور أبي شادي "عن فرويد" فلم يرضني وقرأت له مباحثات عن الدولة والدين فلم ترضني "نشرها الدكتور أبو شادي في مجلة أدبي" وما أحب للدكتور أبي شادي أن يتورط في مسائل تفسح المجال أمام الدساسين وما أحب له أن يفتح أعيننا على مأساة جديدة في عالم الأخلاق