صدر الدكتور حسين فوزي كتابه "سندباد عصري" بهذه العبارة:
"درجت على حب الغرب والإعجاب بحضارة الغرب، وقضيت أهم أدوار التكوين من عمري في أوربا, فتمكنت أواصر حبي وتقوت دعائم إعجابي, فلما ذهبت إلى الشرق، عدت إلى بلادي وقد استحال الحب والإعجاب إيمانا بكل ما هو غربي".
ورد سعيد العريان عليه يقول:
"إني لأبيح لنفسي وقد قرأت الكتاب وحللت صداه في نفسي، أن اقتحم على قدس هذا الرأي في نفس الدكتور حسين فوزي، فأزعم أنه مؤمن بالشرق وما فيه إيمان الرأي والعقيدة والدم الموروث. وما هذا الرأي الذي يجهر به إلا صدى معكوس لبعض هذا الإيمان، أنشأه في نفسه إحساس قوي بمحبة هذا الشرق، ورغبة غالية في إنهاضه، وأسف بالغ لما صار إليه، ثم ثورة فاترة في أعماقه على أكثر ما يرى ويحس من عادات الشرقيين وتقاليدهم، فلما هم أن يصيح صيحته قائلا: "يا بني قومي، ليست هذه روحانية الشرق وليست هذه مفاخره" عقه البيان فلم يجد إلا هذه العبارة التي صدر بها كتابه يترجم عن ذات نفسه في لغة من لغات الغرب الذي تعلم فيه فتكلم بلسانه، على أن هذا الشرق الذي رآه الدكتور حسين فوزي بعينيه ليس هو الشرق الذي ندعو إلى إحياء مجده وتجديد حضارته، إن للشرق حضارة أخرى لا تجتليها العين ولا تدركها المشاهدة، فقد درست معالم هذه الحضارة فلم يبق منها فيما تراه العين إلا أرض وناس، وتاريخ يتحدث عن ماض