هذه المعركة نموذج طيب للنقد في الأدب العربي المعاصر، فهي مساجلة خلت من كل عبارات السخرية أو الغرض أو الاندفاع وراء الأهواء، ناقش بها محمد فريد وجدي آراء الدكتور هيكل في كتابه "ثورة الأدب" مناقشة موضوعية هادئة.
بحث ١ في ثورة الأدب؛ من فريد وجدي:
قال هيكل: الأدب فن جميل غايته تبليغ الناس رسالة ما في الحياة والوجود من حق وجميل بواسطة الكلام, والأديب هو الذي يؤدي هذه الرسالة.
فريد وجدي: في رأيي أنا أن هذا التجديد على افتراض صحته ناقص وكان حقه أن يقول: إن غاية الأدب تبليغ الناس ما في الحياة والوجود من حق وباطل وجميل وقبيح وخير وشر، فإن في الحياة والوجود كل ذلك بدليل أن كثيرًا من القطع الأدبية نثرًا وشعرًا قديما وحديثا قد بالغت في الباطل والقبيح والشر إلى حد أن أنكرت معه الحق والجميل والخير معبرة عن مذهب التشاؤميين من الفلاسفة وهذه القطع من الكثرة بحيث لا يمكن أن تعتبر من النادر الذي لا حكم له.
وهذا الاقتصار من الدكتور فضلا عن أنه يخل تعريف الأدب فإنه يدمجه في دائرة الفلسفة التفاؤلية فإن غرضها هي أيضًا بيان ما في الوجود من حق