للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثم قال: فنحن هنا بإزاء أديبين كبيرين يكتبان في موضوع واحد فيقول أحدهما: إن كل حركة في حياتنا الأدبية اليوم ثورة وإن المحافظين أنفسهم ثائرون على ما يؤيدونه, والآخر يقول: إن حركة مهما كبرت عندنا وعند غيرنا يصح أن تسمى ثورة.

ولو سألت أديبا ثالثًا ورابعًا وخامسًا على أن يكتبوا لوجودا وجوها أخرى من الخيال والتلاعب بالألفاظ في تعليل صحة اسمه وفي التدليل على عدم صحته تناقض هذين الرأيين١.

-٢-

عرض لما ذكره هيكل من أن الأدب في ثورة منذ الثورة العرابية وإلى الاحتلال إلى ثورة ١٩١٩.

ثم قال: نحن نخالفه في وجود ثورة أدبية أولا, وتقرر أن هناك نهضة لغوية لا أكثر ولا أقل.

وقال: إن أركان الثورة غير مستوفاة وقال: إن الثورة كما عرفها العلم هي انقلاب فجائي يحدث في الأشياء والآراء أو الحكومة فلدينا بموجب هذا التعريف أركان ثلاثة: أولهما الانقلاب والثاني الفجاءة والثالث العنف.

ونحن إذا بحثنا فيما نحن بصدده لم نجد واحدًا منها فلم يحدث انقلاب في اللغة فإن ما كان يكتب به الناس على عهد محمد علي هو ما نكتب به اليوم اللهم إلا تعبيرات اقتبسها بعض الكتاب عن اللغات الأوروبية لايزال يعفو عنها كبار الكتاب ويعدونها مجافية لروح البلاغة العربية وكل ما حدث هو ميل هؤلاء الكتاب والكبار عن طريقة الترسل التي كان قد أغرى بها كتاب القرون


١ الأهرام ١٨ يونيه ١٩٣٣.

<<  <   >  >>