كان العالم اللغوي "محمد مسعود" قد قدم عددًا من الألفاظ العربية المهجورة منقح إياها لتحل بدلا من الألفاظ الغربية المدرجة, ولما كان شيخ العروبة أحمد زكي باشا له باع طويل في هذا الميدان وسبق إليه منذ عهد بعيد فقد صاول "محمد مسعود" ودخل معه أكثر من معركة واتهمه بأنه أخذ منه كثيرا من الكلمات, ويبدو أن زكي باشا في مساجلاته في إهاب الاستعلاء وله عبارات جزئية وكلمات عنيفة، وهنا نورد ثلاث معارك جرت بين أحمد زكي باشا ومحمد مسعود خلال عامي ١٩٣٢/ ١٩٣٣.
أحمد زكي باشا؛ اتق الله يا مسعود ١:
اتق الله يا مسعود فلك مركز وطيد بين أهل العلم والتحقيق وإذا كان منك سكوت على هذه الأخطاء فإنه يكون خطيئة لا تغتفر لمثلك.
"الشطارة" يا أخي أن يكون الإنسان مستعدًا لإثبات ما ذهب إليه أو يبادر بالرجوع للحق متى نبهوه عليه. فهل عندك هذه الشجاعة؟ أكبر الظن أن الجواب سيكون بالإيجاب بلا مداورة ولا مواربة.
يا مسعود! اتق الله في الأمانة التي في عنقك فأنت أخذت تتحلفط وتتحذلق وتتلاعب بهذا الاسم وبالناس الذين تصورت أنت أنهم قد يخلطونه بالاسم المقارب له وهو "طلمنكة".
فكان عجبي شديد حينما قرأت هذه الحقائق الصحيحة التي ليس فيها سوى عيب واحد وإنه لعيب عظيم هو عيب الاغتصاب الأدبي.